مرّ 146 يوماً على ​تكليف​ ​سعد الحريري​ ل​تشكيل الحكومة​ في 22 تشرين الأول الماضي، وفشل خلال هذه الفترة، ومعه الطبقة السياسية كلها، من تحرير ​لبنان​ من أزمته. أزمات عديدة شهدناها، إلا أن ما عاشه اللبناني منذ أسبوع إلى اليوم، لم يعد يحتمل.


هذا الفشل السياسي، الذي تتحمل مسؤوليته كل الأحزاب السياسية الموجودة في ​السلطة​، أثّر على حياة المواطنين، بعد أن وصل ​سعر الدولار​ إلى أسعار قياسية، واليوم استقر عند حدود الـ14700.
لكن بالتوازي مع هذا الفشل، ظهر جشع ​التجار​ في لبنان، الذين يعملون على احتكار البضائع ومنع البضائع المدعومة عن اللبنانيين. وهذا ما حصل في عدة سوبرماركات، ما دفع ​القوى الأمنية​ إلى مداهمتها وإجبارها على إخراج البضائع من المستودعات كما حصل في ​سوبرماركت​ فهد اليوم وسوبرماركت رمال ليل أمس بعد ​مداهمة​ ​أمن الدولة​ مستودعاتهما. لكن اللافت، أن فور ذهاب هذه القوى الأمنية، كانت تعمد هذه السوبرماركات على إقفال أبوابها، ما حرم الكثير من الناس من الحصول على ما يحتاجونه.

 


إضافة إلى ذلك، لا يزال الكباش السياسي مستمراً، وهو ما ظهر في تراجع بعض السياسيين عن مؤتمرات كانوا ينوون القيام بها. لكن إلى متى سيستمرون في هذه ​الأزمة​؟
وما زاد من معاناة اللبنانيين اليوم، هو الإعلان عن رفع سعر ​البنزين​ و​المازوت​ بطريقة استثنائية، بحجة ارتفاع أسعاره عالمياً، ما ينذر بأزمة ستطرأ على أسعار فواتير اشتراكات ​الكهرباء​ نهاية هذا الشهر، فضلاً عن باقي السلع المنتجة محلياً. وقد ارتفعا سعر صفيحة البنزين من 30500 في شهر شباط إلى 40000 في شهر آذار، أي ما نسبته 31% تقريباً. هذا الارتفاع في ​أسعار الدولار​، سيؤدي أيضاً إلى رفع سعر ​الخبز​ وباقي ​المنتجات​ في الأيام المقبلة.
بناء على هذا المشهد، ماذا ينتظر السياسيون ليعودوا إلى أرض الواقع، ويعرفوا أن اللبناني يغرق كل يوم بسبب عجزهم؟ أما آن الأوان لتشكيل حكومة تستطيع لملمة أوجاع اللبنانيين في هذا الوطن؟