فاز لبنانيو الدولار من جماعات الأحزاب والتنظيمات والتيارات وكل من له صلة بدولة خارجية عربية وغير عربية وأجنبية سواءً من خلال سفارة أو من خلال عمالة و خسر لبنانيو الليرة ممن هم (يعتاشون )على حساب الدولة اللبنانية أو من هم في القطاع الخاص أو ما تبقى بعدُ من مؤسسات وشركات مزاولة لأعمالها ولم تسكّر أبوابها كما فعلت الكثير من المعامل أو من هم مسترزقون من الحرفيات الصغيرة أومن هم  يعملون في الزراعة ويتعاملون بالليرة اللبنانية بيعاً وشراءً .

 


فاز التجّار والبنوك والسياسيون وخسر المواطنون المرتبطون بالعملة الوطنية دون أيّ مساعدة تُذكر من هنا القريب أو من هنالك البعيد وفازت السلطة بكل مكوناتها وهي أصلاً لا تخسر فما بيدها وما تملكه يكفيها ويكفي من هم من صلبها الى يوم القيامة .

 


نحن أبناء الليرة الغلابة نقرّ ونعترف بفوزكم المبارك ونؤكد خسارتنا اليومية في المرض وفي الموت وفي وسائل العيش الكريه والذليل و أن لا قدرة لنا على مجاراتكم في شيء ولا نملك من القوّة لا سيفاً ولا موسى حلاقة ولا نصدق أن الفقير اذا جاع خرج شاهراً سيفه على الناس ولا نؤمن بكل ما جاءت به كتب المواعظ ولا ما اجتره الواعظون في قصورهم الدينية و مسابحهم السياسية وما عدنا نؤمن بماركس طالما أن حزبه نائم في مخادع الثروة وما عادت صلاوات الصبر في الكنائس تُجدي طالما أن البخور يزكم أنوف المصلين ولا يطعمهم من جوع  ولا عاد زُهدُ المسجد يغري ما دام المصلون غرثى وإمام المحراب مترف وما عادت كل أدبيات الغرب وتجارب الشرق مصدر إلهام للوصول الى حيث وصولوا من كرامة ونظافة عيش .

 

 


نحن أبناء الليرة خسرنا أنفسنا عندما بعناها لمشتر هنا وبائع هناك سواء في استحقاق إنتخابي أو في انتماء طائفي  ونستحق الموت بلا دفن وبلا كفن- أصلاً.. لا مكان لنا حتى في مقابركم طالما أنّها مباعة للأغنياء وأصحاب السلطة – لذا نطلب منكم وبكل صراحة الإسراع في قتلنا ودفعة واحدة ولا تترددوا في ذلك لأننا لم نعد قادرين على خدمتكم وما عدنا صالحين للركوب وبتنا بلا محالب فلا شيء فيها للشرب وبات لحمنا مراً لأننا دون علف ولم نعد نلوك و نجتر خطاباتكم الثورية باسم الدين وباسم الدولة والتي أتخمتنا لسنيين عجاف علينا وسمان عليكم يا من  تشبهتم بالأنبياء والأولياء وروّاد الثورات الفرنسية والروسية والكوبية ويا من جلستم كما جلس غاندي على حسك عظامه لتسحرون أعين الناس كما فعلت حيّات سحرة فرعون .

 


يا من لا ترضون إلا بأوصاف الآلهة وتأبون أن يشير أحد عليكم ببنان لأنكم فوق البشر وكل واحد منكم ممدوح بأناشيد ثورية وأغان حزبية وبكلمات لم تقال للخالق ولا تتضمنها أسماء الله الحسنى وأنتم غير قادرين على جلب تحميلة لصيدلية باتت تشكو من فقدان الدواء ولا على وضع حد لسعر صرف الدولار إمّا لعجز أو لمشاركة فيه والنتيجة واحدة فكيف تكونوا أرباباً من دون الله ولا تستطيعون فعل شيء على الإطلاق ؟ وكأن ما يحصل لا علاقة لكم به لا كمسؤولين ولا كمعنيين مؤتمنين كما تتقوّلون سواء باسم الرب أو باسم الشعب .

 


ألا لعنة الله على الطائف وعلى من وراء الطائف من أميركا الى المملكة العربية وما فرضوه على اللبنانيين من طبقة سياسية لا تستحي ولا تشبع ولا تترك كرسياً مهما كان صغيراً وتأخذ كل شيء ولا تعطي شيئًا لقد أخذت البلد لحماً ولم تتركه وهوعظم .