هذا ما هيّج من الفدّان الصعيدي الذي نطح تامر أمين وأرداه خارج الإعلام المصري اذا ما استسلم الإعلام في مصر للأصوات الصعيدية المطالبة بإيقاف برنامج تامر أمين ومحاسبته وهذا ما يعني الحكم عليه بالنفي المؤقت عن الهواء المصري تأديباً له على فعلة هزّت صعيد مصر وهدّت من أحجاره .
 


في برنامجه الهوائي المفتوح على كل القضايا المصرية تجرّأ تامر أمين على انتقاد صورة بشعة من صور صعيد مصر لجهة استمرار التناسل بكثرة مضرة وغير منظمة ومؤثرة على الوضع الإقتصادي في بلد يعاني من مشاكل كبيرة ولا قدرة للدولة على حلّها .

 

 

 وثمّة من يدفع من الصعيديين الى استغلال أولادهم للعمل باكراً في بيوت القاهرة  بالنسبة للفتيات وفي الشوارع بالنسبة للفتيان للعيش من تعبهم وقد عبر تامر أمين بشكل مقرّع للصعيديين الذين يستخدمون أولادهم بغية الإرتزاق بهم .
لم يكد ينهي مقدم البرنامج كلامه حتى أتته عواصف صعيدية لا قدرة لأحد على احتمالها أو مواجهتها  فكيف بمقدم برنامج بادر وبسرعة البرق الى الإعتذار الشديد من كل صعيدي واضعاً جزمة كل فلاح على رأسه وشدّد على عدم نيته في التطاول على صعيد هو مصدر الثروة العلمية والفكرية والقيادية وأنّه ينتسب بالحسب والنسب الى هذا الصعيد الذي أكّن له كل احترام .

 

 

طبعاً أطال تامر أمين في اعتذاره  المتلفز والذي نشر على وسائل التواصل الإجتماعي الا أن ذلك لم يرض الصعيديين والمصريين الذين إنهالوا على تامر ضرباً ورجماً وقصفاً بألسن من العيارات الثقلية لتخلق في مصر أزمة هي أكبر من أزمة العيش والمي والسكن وفرص العمل والبطالة المكدّسة وأزمة السكان المسنة بحيث يتبيّن مدى فراغ المجتمعات العربية ومدى قصور نظرها وسطحية اهتماماتها وقدر اهتمامها بالقشور وغيابها عن الأمور المصيرية والمتعلقة بوسائل عيشهم وحياتهم .

 

 

إقرأ أيضا : قرار سيادي

 

 

ما زالت عناوين الختان وزواج القاصر وعدم تعليم البنات وإرسالهم للعمل في البيوت إضافة الى عناوين أخرى لا يمكن التطرق اليها أو الإشارة اليها ببنان مخافة الوقوع في ردّات فعل محسوبة و غير محسوبة وهذا ما تغذيه المؤسستان الدينية والسياسية المتغذيتان على جهل الناس واستمرار تقيدهم ببعض التقاليد التي تخدم مصالح السلطتين وهذا ما يتضح من خلال المس ببعض إيمان الناس بعاداتهم بحيث يقف المشيخيون والسياسيون الى جانب العادات مهما كانت سيئة كونها تدر عليهم فوائد كثيرة ليس أقلها استغلال المصريين في مواجهة تطور الحياة التي تتطلب التجاوب مع متطلباتها وعدم التوقف عند حدود الموروث الذي يلغي وينفي أي إمكانية تطور .

 

 

بتعبيرنا نحن اللبنانيين استعاد تامر أمين اللغة السائدة بعد السحسوح ومسح بمبرد لسانه ما أمضاه لسانه ولكن لا جدوى من ذلك بعد أن وقعت الواقعة وليست لوقعتها واقعة مع الصعيدين الذين ينتظرون بفارغ الصبر من يسيء اليهم بإساءة سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة وخاصة اذا جاءت من غير صعيدي وقد جره لسانه الى التطاول على العائلة الصعيدية وطريقة كسبها وعيشها وتناكحها بطريقة ناقدة ولاذعة وهذا ما هيّج من الفدّان الصعيدي الذي نطح تامر أمين وأرداه خارج الإعلام المصري اذا ما استسلم الإعلام في مصر للأصوات الصعيدية المطالبة بإيقاف برنامج تامر أمين ومحاسبته وهذا ما يعني الحكم عليه بالنفي المؤقت عن الهواء المصري تأديباً له على فعلة هزّت صعيد مصر وهدّت من أحجاره .