أعلنت وزارة العدل الأمريكية في 21 ديسمبر من العام الماضي أن روسيا مسؤولة عن هجوم إلكتروني واسع النطاق على شبكة الحكومة الأمريكية.

 


في الوقت نفسه، أصبح معروفًا قبل أيام قليلة أن مجموعة من المتسللين، بدعم من حكومة أجنبية، تمكنت من الوصول إلى نظام وزارة الخزانة الأمريكية والإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات وسرقة بياناتهم.

 


 المنشور اتهم لروسياوبدورها نفت موسكو بشكل قاطع التكهنات حول مشاركة روسيا الاتحادية في الهجمات الإلكترونية التي حدث في الولايات المتحدة في20 سبتمبر العام الماضي.

 


وبالرغم من اتهام الولايات المتحدة لضلوع دولة أجنبية في الهجوم السيراني لكنها لم تقدم السلطات الأمريكية ولا وسائل الإعلام أي أدلة وإثباتات للتهم المعلنة.

 


وأعلنت الولايات المتحدة في 17 فبراير، إن هجوم القراصنة من خلال برنامج Solarwinds القوي قد نفذه على الأرجح متسلل من أصل روسي. وقد تعرضت على أثر هذا الهجوم السيبراني تسع إدارات اتحادية وحوالي مائة شركة.


بينما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فاير آي للأمن السيبراني إنه في حين ظهرت علامات ضارة في شبكات 1800 منظمة، عانت 50 منها من أضرار جسيمة، نتيجة الهجوم الذي استهدف الشركات الأمريكية.


من جهة أخرى وفي مقابلة مع قناة سي بي إس التلفزيونية في 21 فبراير أعلن مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي "جيك سوليفان"، بان الولايات المتحدة سترد على الهجمات الإلكترونية الروسية المزعومة على البنية التحتية الأمريكية في غضون أسابيع.


لقد طلب البيت الأبيض من أجهزة المخابرات القيام بعمل لتحديد المتورطين. كما سيتم تحديد حجم الضرر. و وفقا لتقدير الامن الوطني بان الأمر سيستغرق أسابيع، وليس شهورًا، لكي تعطي الإجابة، الوأضحة عن طبيعة الأضرار لهذه العملية


فاثارت  هذا الموضوع الهام من قبل إدارة الرئيس بايدن بهذا الوقت بالذات يعود بالأساس إلى أن الرئيس ينفذ وعوده الانتخابية عندما قال بمجرد توليه منصبه بأن يكون الرد على الهجوم والأمن السيبراني بشكل عام أولوية قصوى له .


ففي خطابه حدد كيفية التعامل مع روسيا بتشديده على أن أمريكا بحاجة إلى إيقاف وردع الخصوم عن شن هجمات إلكترونية كبيرة في الدرجة الأولى، حيث يجب أن يعلم الخصوم  "أنني كرئيس لن أقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات الإلكترونية المضرة بمصالحنا القومية.


تعتبر الإدارة الجديدة هذا الممارسات  هي  إعلان حرب من جانب روسيا على الولايات المتحدة، ويجب أن نأخذ ذلك على محمل الجد.


فالهجوم السيبراني الروسي لايجعلنا اصدقاء  مع الرئيس فلاديمير بوتين ولكي لا نشجعه مرة أخرى  على أن يقوم بهذا النوع من الهجمات الإلكترونية  مجددا ضد  أمريكا.


-يعد الهجوم السيبراني واحدا من أكثر الاختراقات تعقيدا، وربما أكبرها منذ أكثر من 5 سنوات، وذكرت المخابرات  الامريكية بأن متسللين على الأرجح هم من نفذوا الهجوم يعملون لصالح روسيا.


وهذا الاختراق الإلكتروني قد طال عددا من أبرز المؤسسات الحكومية الأميركية، من بينها وزارات "الخارجية والخزانة والأمن الداخلي والتجارة والدفاع." 


لذلك لن تكون الإجابة الأمريكية مجرد عقوبات، وا نما سترد الولايات المتحدة ب أدوات مرئية وغير مرئية.

 


-يعتبر الهجوم  بحد ذاته  عملا خطير ا جدا بالنسبة للولايات المتحدة لأن روسيا تستغل نقاط الضعف الإلكترونية الأميركية، في فترة انتقالية للرئاسة، ووسط أزمة صحية عامة، وهذا ما يؤدي إلى تراجع القدرات الدفاعية الوطنية.
فالإدارة الجديدة معنية بإيجاد حل لمكافحة هذه التهديدات، وأن تجعل ذلك على سلم أولوياتها، وذلك بسبب أن الهفوات الحالية للأمن السيبراني تشكل تهديدا عميقا للولايات المتحدة.

 


اذن الإدارة ستمارس  كل انواع  الضغوط على الكونغرس للتوقيع على قانون الدفاع الوطني لعام 2021 (NDAA)، والذي يحتوي على أحكام مهمة في تعزيز دفاعات الأمن السيبراني الأميركي. بظل تزايد الخوف من الهجمات الروسية على أميركا  وغير المسبوقة والتي تشكل بدورها بمثابة إعلان الحرب.

 


-في النهاية يمكن القول بأن الولايات المتحدة التي فتحت هذا الباب على مصراعيه بانتظار التحقيق في العملية السيبرانية التي تعرضت لها الولايات المتحدة سابقا ، ستكون نقطة قاسية بوجه العلاقات الروسية الأمريكية لجهة التشدد مع نظام بوتين والذهاب نحو  التصلب والتشدد باتجاه  روسيا التي تعتبرها الدارة الجديدة  من الدولة الأربعة التي تم تصنيفها بالخطرة على الأمن القومي الأمريكي وخاصة بحل تأكدت وجود بصمات روسية رسمية على القرصنة ، لذا ستكون روسيا ونظامها في صلب أولويات الضغط من الإدارة التي تسير نحو التصلب وليس الانفراج والحوار مع موسكو.