عندما يعود طفلك من المدرسة أو النادي وتفاجئين بأنه يتحدث بجرأة أو يجرّب ألفاظاً غير مسموح بها أو يتصرف بطريقة عدوانية، فأول ما يفكر فيه عقلك هو كيفية حماية طفلك من التأثيرات السلبية الخارجية التي تفسد ما تسعين إلى تعليمه من آداب وأخلاقيات.


قد تفكرين في تغيير فصل طفلك، أو حافلته المدرسية، أو تمنعينه من الاختلاط ببعض زملائه، أو حتى التوقف عن بعض الأنشطة ظنّاً منكِ أنكِ تحمينه.
بناء حدود حول طفلك لحمايته إجراء يعمل جزئياً، إذ لا يمكنكِ منع جميع المؤثرات الخارجية التي يحتك بها طفلك يومياً، ولكن هناك طرق للتعامل مع تلك التأثيرات حتى تبطلي مفعولها على طفلك مهما تعرّض لها، وهذه الطرق تندرج تحت محورين أساسيين، التذكير والتحفيز.
 
أولاً التذكير:
يساعد تذكير طفلك بالصفات والمبادئ التي غرستها فيه، على أن يكون أكثر وعياً وتحفّظاً في كلماته وأفعاله، وعدم الانجراف وراء تصرفات الآخرين وسلوكياتهم التي لا تشبه ما نشأ عليه.
احرصي على تذكير طفلك بصفاته الشخصية ومبادئه عبر استخدام جمل لطيفة، وكرّريها على مسامعه:

- "هذا السلوك لا يشبهك، أنت أكثر لطفاً".

- "نحن لا نلعب بالطعام، شكراً لك".

- "قد يكون هذا السلوك مرحَّباً به في منزل صديقك، ولكنه لا يناسب منزلنا".

- "كيف سيكون شعورك إذا عاملك أحدهم بهذه الطريقة أو قال لك ذلك؟".

 

ثانياً التحفيز:
حفّزي طفلك بالكلمات التي تمكّنه من أن يكون على طبيعته، ولا تدفعه نحو محاكاة أو تقليد شخص آخر، واحرصي على أن تكون كلماتك لطفلك إيجابية.

التحفيز يعمل في جميع سنوات العمر بما في ذلك مرحلة المراهقة التي قد تظنين أن طفلك لا يستمع فيها لكِ، ولكن تأكدي من أنه يستمع جيداً، وأن كلماتك المحفزة تؤدي وظيفتها جيداً.

وفيما يلي بعض الأمثلة على المحفزات التي يمكنكِ أن تقوليها لطفلك:

 

- "عليك أن تقرر كيف تريد التصرف، وأي نوع من الأشخاص ترغب في أن تكون عليه، وأعتقد أنك (صادق/ جدير بالثقة/ طيب/ إلخ..)".

- "استمع لصوت الصغير داخلك، سوف يعطيك دفعة في الاتجاه الصحيح، أنا أثق بك".

- كذلك يتضمّن التحفيز، التحذير الخفي من السلوك الخاطئ، مثل: "رأيت السلوك الذي ارتكبته، إذا تكرر مرة أخرى فسوف تتعرّض لهذه النتيجة"، ثم احرصي على متابعة سلوك طفلك حتى تتمكني من تعديل مساره في حال تكرار

الخطأ.