شهد البرلمان التونسي إنتفاضة قوية بوجه رئيسه راشد الغنوشي لكنها لم تفلح في سحب الثقة منه لوقوف نواب تونسيين على تلّ التصويت و وقوف آخرين من العلمانيين الى جانب مرشد الإسلاميين الأمر الذي أفضى الى بقاء الغنوشي قاعداً على كرسي الرئاسة و من خلالها و من خلفها على كرسي السلطة المطبقة على تونس و اللافت في جلسات الدعوة لسحب الثقة بالغنوشي حشد الإخوانيين لجهاد حركة النهضة لحكم زين العابدين بن علي ضدّ المعترضين و وصفهم بحثالات و بقايا نظام حكم بن علي و قد استشهدوا أيضاً بالشهداء و أحضروا دماءهم الى البرلمان التونسي لتأكيد حقّ الغنوشي ومعه حزب النهضة الإخوانية في حكم تونس .

 


علت أصوات الإخوانيات لحظة فشل سحب الثقة بعد فرز الأصوات تهليلاً و تكبيراً ورفعاً لإشارات النصر ضدّ النائب عبير موسى التي خاضت معركة سحب الثقة ومن الملاحظ أن ثمّة شبه واضح في خيارات الإسلاميين لممثليهم حيث يبرز تدني المستويات ذكوراً و إناثاً وهذه السمة المشتركة تعدّ عيباً جامعاً لتيارات الإسلام السياسي التي تعاني من أزمة كوادر و نخب الأمر الذي يدفعه بإستمرار الى تقديم من هم دون الأهلية و هذا ما برز في مصر و بشكل واضح من خلال زرع رئيس على كرسي مصر لا مجال لمقاربته بأي شخصية من الشخصيات التي حكمت أرض الكنانة و هذا ما يكفي لعدم الدخول في الأسماء الأخرى لمواقع أقل شأناً و أهميّة من موقع رئاسة الجمهورية .

 


طبعاُ ليس المقصود هنا جماعة الإخوان فتجربة الإسلاميين في هذا المجال واحدة ولا مجال للمقاربة ما بين جهة و جهة إسلامية إذ إنعدام الأهلية كما ذكرت صفة عامة و مشتركة بين التيارات كافة .

 

إقرأ أيضا : إيران تستقبل بايدن بالتصعيد

 

 


في العودة الى تونس الغنوشية ثمّة قلق على الحاضر و على المستقبل و بغض النظر عن معارك التيارات الداخلية التونسية و عن التمويل الذي يلاقيه الإسلاميون و خاصة جماعة الإخوان من قبل دولة قطر و بعض المعارضين لأخونة المؤسسات في تونس من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة و هذا ما كشفه الإعلام العربي التابع للجهتين و هذا ما تؤكده جهات تونسية . إذ لم ينجح الإخوان حتى الآن و منذ إستلامهم لتونس بعيد سقوط نظام بن علي من توفير الأمن ولا من توفير الإستقرار ولا من توفير سُبُل العيش وقد أصبحت تونس على يد الغنوشيين أسوأ مما كانت عليه زمن زين العابدين بن علي ولا تسمع من قيادة الإخوان سوى الوعظ الديني و التكفير السياسي و استخدام أدوات التخوين و التخويف واستحضار منطق الإغتيال لترتيب أوضاع الخصوم .

 


من المؤسف أن تكون القوى المعارضة للنظام العربي في تونس و غيرها أسوأ من النظام نفسه و هذا ما أشارت إليه تجارب المعارضات في أمتنا العربية و الإسلامية حيث لم تُقدّم معارضة واحدة إيجابية تُذكر على النظام الذي عارضته بل أسهمت في فتح سجون أكثر من السجون المفتوحة زمن الأنظمة التي سقطت  بفعل فاعل و وسّعت من مساحات المقابر و زادت من نسب الفقر و أسّست لقيادة فوق الشجرة و شعب تحت الشجرة بأمتار .