اللبنانيون الآن في مأساة او في ورطة البلد ينهار من حولهم والآتي اسوأ، أصبحوا في الهاوية. ربما لا يعرف باسيل او الرئيس عون كم يبلغ سعر ربطة الخبز ولا كم يبلغ سعر مسحوق الغسيل وكل ضرورات الحياة والعيش لذلك يعتقد البعض ان الامور ستبقى سيئة طوال عهد الرئيس.
 

في ظل مايعاني البلد جراء ما يعانيه من ازمات، متعددة العناوين والمضامين،هل إنّ العدّ العكسي للعمل الجادّ لتأليف الحكومة سيبدأ مع عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من الخارج ، حيث يُنتظر أن يحمل معه معطيات تتعلق بالاستحقاق الحكومي، بالرغم من كل الاجواء الايجابية المسرّبة والتي توحي بتقدّم جدّي في مسار تشكيل الحكومة، وبأن الحراك الفرنسي يسير بسرعة نحو اعادة تفعيل مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون وإدخال تعديلات مناسبة عليها، الا ان الواقع قد يعاكس الامال والتوقعات.ومن المحتمل أن كل هذه الايجابية المتاحة، قد تصطدم بجدار بعبدا


الصورة حتى اليوم، هي ان لاحكومة ضمن واقع حال ما هي عليه مواقف الافرقاء المعنيين، وذلك بالرغم من الاعتقاد السائد عند البعض ان تطورات الايام الاخيرة  الماضية، على المستويين الداخلي والخارجي من شأنها ان تحدث خرقا في الجدار الفاصل بين الرئاستين الاولى والثالثة، رغم تمسك الرئيس المكلف بثوابته وفق المعايير التي حددها، وتمسك رئيس الجمهورية بعدم التوقيع رافضا ان ينتزع منه ما يعتبره. حقا في تسمية الوزراء المسيحيين والمقربون من القصر الجمهوري يؤكدون ان الرئيس عون ليس في وارد التنازل عما يعتبرها صلاحياته، لاي اعتبار كان، وان كان ابدى، خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليونة لفظية، لم تترجم على ارض الواقع بعد.


عند الاطلاع على مواقف المسؤولين اللبنانيين لقراءة ما هو محتمل حدوثه في الآتي من الايام، وعلى اكثر من مستوى. فليس هناك اي سيناريو واضح يمكن ان يقود البلاد الى مواجهة اي من الأزمات المستفحلة، وخصوصاً ما يتصل بالتشكيلة الحكومية العتيدة التي طال انتظارها، او بالنسبة الى آلية معالجة الأزمات المتناسلة التي توزعت بين ما هو نقدي ومالي، صحي او اجتماعي او تربوي، وصولاً الى ما هو أمني بامتياز.

 

 

إقرأ أيضا :  لقمان سليم ... وداعاً أيها الفارس النبيل

 

 

دخل الرئيس نبيه بري على خط حلحلة العقد التي تعطل ولادة الحكومة العتيدة، مصوبا على القصر الجمهوري وفريقه، داعيا الى عدم اضاعة الوقت وهدر الفرص، لكنه لم يلق التجاوب المطلوب والكافي وهو الذي شدد على رفضه  الثلث المعطل الذي سحب  رئيس الجمهورية يده من المطالبة به، متمسكا بشروط اخرى، من مثل تسمية الوزراء المسيحيين وتوزيع الحقائب، لم تلق تجاوبا من الرئيس المكلف.

 

 

ثمّة من لم يقتنع بعد أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يخوض آخر معارك عهده. وبالتالي، لا مكان للرماديّ من الألوان والقرارات. إمّا أبيض وإمّا أسود. وبسيط من يعتقد أنّالتيار الوطني الحرّ وضع نفسه في المواجهة نيابة عن حزب الله، واختار رفع سقف شروطه تنفيذاً لأجندة حليفه أو إيران. هذه حسابات القصر ومعه جبران باسيل للمرحلة المقبلة، وهذه مصلحتهما التي تقتضي تصلّباً في المطالب، وهما يستفيدان من حالة الفراغ الدولية الحاصلة قبل أن تقرّر واشنطن ما تريده من علاقتها مع طهران وبالتالي التفاهم على خارطة النفوذ في المنطقة، لتعزيز موقفهما قبل الجلوس على طاولة حسم جديّة ترعاها القوى المعنية بالملف اللبناني. أمّا بالانتظار، فهذه أجندة التيار الوطني الحر.

 

 

على هذا الأساس، فإنّ مشاريع المبادرات التي يشهدها الداخل اللبناني، ليست سوى محاولات خجولة مقدّر لها بالتحطّم على صخرة تعّنت رئيس الجمهورية ورفضه لأي مسعى من شأنه أن يدفعه إلى التنازل. يؤكد هؤلاء إنّ ميشال عون لن يقبل تحت أي ظرف بالتقدّم خطوة إلى الأمام، وهو الذي يتصرف على أساس أنّ ما يقوم به هو آخر معاركه قبل  تسليم الرئاسة لخلف له. 

 

 

ولذا هو يخوضها على قاعدة عليّ وعلى أعدائي، غير مكترث بحملة الضغوط التي يتعرض لها سواء من خلال خصومه أو من خلال الرأي العام... ولو أنّ هذه السياسة ستنال من التيار وقد تحوّله في المستقبل مجرّد نموذج جديد للأحزاب التقليدية المنهارة.

 


يشير هؤلاء إلى أنّ الرهان على حزب الله للضغط على حليفه العوني ليست في محلّها، ذلك لأنّ الحزب ونظراً للتعقيدات التي بلغتها العلاقة مع الطرف الثاني من تفاهم مار مخايل، وللمطبّات التي وقعت فيها بعد تجربة 15 سنة من العلاقة المشتركة، ولكون الحزب يتجنّب خوض اشتباك بالغ الدقّة مع رئاسة الجمهورية أولاً ومع فريق مسيحي حليف.

 

 

بالمحصلة يمكن الإستنتاج أن الحراك على خط باريس القاهرة أبوظبي لا يعني إمكانية تنازل رئيس الجمهورية عن أي شرط أو عنوان، وفي حال نجحت المساعي تجاه الرياض، ايضا قد لا تُحقق العنوان المذكور، الاّ بالطلب من الحريري مسايرة فريق رئيس الجمهورية، وهو أمر غير وارد على الإطلاق، لأن تلك العواصم لا تزال تطالب الحريري بالحفاظ على سقفه الحكومي. فمن يقنع عون بالتنازل لا جواب أكيد. وعلى ما يبدو هناك المزيد من الانتظار لأن التأليف لم ينضج بعد.

 

 

 اللبنانيون الآن في مأساة او في ورطة البلد ينهار من حولهم والآتي اسوأ، أصبحوا في الهاوية. ربما لا يعرف باسيل او الرئيس عون كم يبلغ سعر ربطة الخبز ولا كم يبلغ سعر مسحوق الغسيل وكل ضرورات الحياة والعيش لذلك يعتقد البعض ان الامور ستبقى سيئة طوال عهد الرئيس.