أمام هذا الواقع المظلم، قد لا استطيع تحميل حزب الله مباشرة مسؤولية الوقوف خلف الجريمة، ولكن أستطيع بكل سهولة تحميل حزب الله وجمهوره مسؤولية أن يكون هو المتهم .
 


في اللحظات الاولى من اكتشاف سيارة الشهيد لقمان سليم على الطريق الفرعي في العدوسية،  وقبيل شياع الخبر وانتشاره، اتصل بي صديقي الصحفي من بيروت، ليخبرني عن التسريبة ويسألني عن صحتها كوني مقيما في الجنوب، ويستمزج رأيي في اتهام حزب الله بالجريمة.


 
بعد الصدمة الاولية، والتمني أن يكون الخبر غير صحيح، كان سؤالي البديهي والعفوي له: "ليش الحزب بدو يفوت هيك فوتة "؟؟؟،، وليش هلأ ؟؟؟ وشو إلو مصلحة؟؟.... ما بعتقد !!! . صراحة مش شامم ريحة حزب الله بالموضوع !!!." وانتهى الاتصال الى هنا،


دقائق وتأكد الخبر، ومثل أي مراقب ومتابع، ضجت التساؤلات وعلامات الاستفهام في رأسي وقلبي ووجداني وتزاحمت عشرات بل مئات الاسئلة؟ التي لم يكن لها اجوبة واعتقد بانه لن يكون 
إجتهدت واجتهدت واجتهدت ولا أزال حتى لا أصل إلى محصلة تقول بأن حزب الله هو من يقف خلف الجريمة النكراء.

 

 هذه المحصلة التي كانت ولا تزال تصطدم هي الاخرى بأسئلة تكاد لا تنتهي، 


ماذا يريد الحزب من قتله على فرض انه الفاعل ؟؟،، إسكات لقمان ؟ طيب لماذا الآن وهو الساكن في دارته بالغبيري منذ سنوات ويزور الجنوب منذ أمد بعيد ويرجع منه آمنا مطمئنا؟ 


تخويف الاصوات الشيعية المعترضة على سياسات الحزب ؟؟ طيب ما كل المعارضين يعرفون جيدا ان الحزب قادر على تصفيتهم ساعة يشاء وكيفما يشاء وبالرغم من ذلك فقد أخذوا قرارهم وحملوا أكفانهم على أكتافهم وأطلقوا العنان لأراءهم يعبّرون عنها غير آبهين بخوف ولا وجل، والحزب يعرف هذه الحقيقة تماما، 


طيب لماذا في الجنوب تحديدا، منطقة نفوذ الحزب؟؟؟ ولماذا بأسلوب أمني عسكري واضح وضوح الشمس؟

 

إقرأ أيضا : روبرت مالي ... يهودي أصلي

 

 

 إن من قام بالاغتيال هو جهاز محترف، وليس بحادث سيارة مثلا، او بمشكل شخصي على خلفية السرقة مثلا ؟؟ وما إلى هنالك من اساليب يستخدمها القتلة المحترفون لإبعاد الشبهات عنهم ؟؟ 


وحتى لا أصاب كما غيري من المناوئين للحزب والمعترضين عليه، بالإسراع في الاتهام وحسم الاتجاه نحو الحزب، قررت أن أترك هامشا موازيا للاتهام، وعملت على قراءة رواية جمهور الحزب وتصديقها، وأن إسرائيل هي التي قتلته للإيقاع بالحزب وإتهامه !!، إلا أن سخافة الهدف المساق في هذا المجال سرعان ما أصاب هذه الرواية بمقتل وتسبب بتفاهتها، إذ كان الهدف الاسرائيلي المقصود من الاغتيال هو "إحداث فتنة وقلاقل بالبلد ؟ " ولم استطع اخفاء استهزائي من هذه الرواية الركيكة وكتبت على صفحتي الفايسبوكية السؤال التالي : حتى لو ثبتت التهمة على حزب الله فكيف ستكون صورة الفتنة ؟؟ وما هو الضرر المتوقع على الحزب او على الفاعلين المباشرين ؟؟ وهل سوف يجر "القديس" الذي اطلق الرصاصات الى القضاء مثلا؟؟ هل سوف يصدر قرار قضائي بحل الحزب مثلا ؟؟؟  الجواب معروف أن هذا أقرب الى الخيال 

 


أمام هذا الواقع المظلم، وفي خضم هذه الامواج العاتية التي نمر بها، وامام هول الجريمة وبشاعتها تخرج علينا تغريدات وتعليقات وصفحات جمهور حزب الله، لتعبّر وبأساليب لا تمت الى الانسانية ولا إلى الذوق العام والممتلئة بمخزون هائل من الحقد والعفن والتشفي والترحيب بالجريمة وتبريرها والدفاع عن فاعلها والدعاء للايادي المرتكبة (ع اساس اسرائيلية)، مترافقة مع إستحضار تاريخ طويل من الاتهام والتخوين والعمالة والارتزاق والتآمر ووو.
 
أمام هذا الواقع المظلم، قد لا استطيع تحميل حزب الله مباشرة مسؤولية الوقوف خلف الجريمة، ولكن أستطيع بكل سهولة تحميل حزب الله وجمهوره مسؤولية أن يكون هو المتهم .