ثمّة معلومات تشير الى أن الحريري وفي زياراته المتعددة للدول التي زارها والتي تتحسّس من الإسم الفارسي أو على علاقة مقطوعة أو متوترة مع الجمهورية الإيرانية كان يقول بصريح العبارة أنتم أمام حكومة لبنانية ببعد عربي وبمواصفات فرنسية أو حكومة لبنانية على علاقة مأزومة مع العرب وبمواصفات فارسية وعليكم أن تختاروا ما بين الحكومتين.
 

تبيّن أن فرنسا عاجزة وغير قادرة على إلزام الأطراف السياسية بوعودهم المقطوعة للرئيس الفرنسي ولم تنفع حتى اللحظة كل التهديدات المبطنة الفرنسية بحق السلطة اذا ما تجاوبت مع الدعوة الفرنسية وأن ثمّة حدود للوقت المستقطع من الوقت الأصلي ولا يمكن لفرنسا الصديقة أن تبقى مجرد شاهد أعمى على خيانة أحزاب الطوائف لرئيسها ماكرون أو ساكتة عن هذه الإهانة دون الرد عليها بما يتناسب مع كذب الأحزاب في لبنان .

 

 

إن صديق فرنسا بالوراثة الرئيس سعد الحريري فشل في الحكومات التي ترأسها وسقط سياسياً وشعبياً ومع ذلك لا يزال مصراً على اللعب بنار السياسية التي أحرقته ولم يبق منه عضو لم تصل النار إليه  وقد قدم نفسه حارساً للمبادرة الفرنسية ومنقذاً لها وللبنان في مرحلة أحوج ما تحتاج الى منقذ لا الى فاشل جُرب أكثر من مرة وما نحن فيه ثمرة  من ثمرات الحكومات المتعاقبة والتي كانت فترات ترأسه لها أكثر تعاسة وفساداً .

 

 

لم يحتج الفرنسيون على تسمية الحريري لتشكيل الحكومة وبذلك نال ثقة القيادة الفرنسية في حكومة بمواصفات فرنسية يرأسها الحريري وكانت رغبة دولة الرئيس نبيه بري الدائمة ببقاء سعد الحريري رئيساً لأي حكومة مطمأنة للحريري كما أن حسم الرئيس بري للتجاوب الفرنسي بحكومة غير سياسية قد أوهم الحريري بسرعة التشكيل وبداية حكومة عمل جديدة تلبي طموحات الداخل وشروط الخارج .

 

 

إقرأ أيضا : طرابلس تسأل أين الحريري ؟

 

 

تبيّن أن جبران باسيل ليس مجرد وزير أو رئيس تيار عائلة أو شبكة منتفعة بعد أن غادر التيّار نسبة عالية من المسيحيين وبات معتمداً شعبياً وسياسياً على القوة الشيعية التي تفرض معادلته قسراً على التوازنات الطائفية في لبنان وهذا ما فاجأ الحريري الذي كنّس طريق بعبدا طيلة أشهر دون الوصول الى موافقة على تشكيلة الحريري الحكومية ولم تسعفه طلقات الرئيس بري المطاطية باتجاه قصر بعبدا لذا قرر أن يفرض دوره من خلال الدول المؤثرة و المعنية في السياسة اللبنانية فكانت زياراته المتعددة و أهمها الزيارة المصرية و التي لاقت دعماً من الرئيس السيسي الذي وعد الحريري بأن يكلم الخليجيين لفتح حنيفة مالهم على لبنان وتأمين مورد عربي لتحسين الوضع الإقتصادي في لبنان على يد حكومة يرأسها سعد الحريري.

 

 

ثمّة معلومات تشير الى أن الحريري وفي زياراته المتعددة للدول التي زارها والتي تتحسّس من الإسم الفارسي أو على علاقة مقطوعة أو متوترة مع الجمهورية الإيرانية كان يقول بصريح العبارة أنتم أمام حكومة لبنانية ببعد عربي وبمواصفات فرنسية أو حكومة لبنانية على علاقة مأزومة مع العرب وبمواصفات فارسية وعليكم أن تختاروا ما بين الحكومتين.

 

 

طبعاً إذ صحة نسبة ما في المعلومة المذكورة يكون الرئيس سعد الحريري قد أثار وجدان المسؤولين العرب وأعاد عليهم من جديد ضرورة التطلع مجدداً نحو لبنان وعدم تركه فريسة سهلة "للفرس" وهذا ما يتطلب ضخ سيولة كبيرة من العملة الأجنبية تزامناً مع قيام حكومة بالمواصفات المطلوبة بمعنى أن على الحريري أن يؤكد عملياً قدرته المسبقة على توفير ما تحتاجه الأزمة الإقتصادية في لبنان كي تُذلل له العقبات الداخلية ويصبح باسيل مجرد وزير سابق لا أكثر ولا أقل وهذا هو ما متاح أمام الحريري والمبادرة الفرنسية من قبل أن تستريح العلاقات الأميركية – الإيرانية كما يأمل الإيرانيون أو تتوتر أكثر فتصبح الحكومة في لبنان مراوحة في ظل حسابات التوتر .