آه من صبحٍ يسلب منا السلام والكلام.

 

آه من صبحٍ يعرّي الخيل من فرسانها ويزفّهم الى الموت!

 

الموت حق... والولادة حق وكلاهما بداية..

 

«أبو الياس» أخاطبك بما تحب.

 

محاولة الكلام مني إليك في يوم ارتحالك إنسياق وراء المُحال.

 

كيف للصدق ان ينعي بعضاً منه؟

 

كيف للوفاء ان يرثي علماً من أعلامه؟

 

«فالمر» أعذبه «ميشال»... ابداً معه ومنه لم يك المر علقم المذاق.

 

من صنع فرحاً وحياة وحلولاً ورؤساء.. لا يصنع حزناً الاّ حين يزف أوان الرحيل.


 

دولة الرئيس، أيها الصديق الصدوق.

 

كم آسيت وواسيت.. كل فعلك وعطائك كان وسيبقى نبراساً وبلسماً لنا.

 

لا أخالك الّا كما عهدتك وعهدك لبنان... حتى في رمقك الأخير قد استنفدت ما أنت كنت نبعه.. إخلاصاً للبنان لا يُقاس.. وأملاً بالرجاء والقيامة لا يعرف اليأس.


 
 

الحزن اليوم «حزنان» لا يوازيهما الّا حزنك على لبنان وما ألمّ به... نودعك ويودعك الوطن في لحظة نحتاج فيها إلى حكمتك في الأداء... وسلوكك في سلوك درب الرشاد... وإلى نضوجك في مقاربة القضايا والثوابت الوطنية...

 

وإلى التضحية بالمصالح الشخصية لأجل مصلحة الوطن والمواطن.

 

دولة الرئيس ميشال الياس المر يرحل ومعه بعضاً من كل تلك الخِصال التي نحتاجها كي يبقى لبنان.

 

نعم، ثقيلٌ وموجعٌ للبنان ولنا رحيلك.

 

فكما كنت دوماً في حياتك وفعلك عزاء لنا.

 

في وداعك منا ومن كل نجمة من سمائنا دمعة... ومن كل ورقة من أشجار لبنان مناديل وداع..

 

إلى حيث من لا تضيع عنده الودائع... نستودعك الله يا كبير لبنان.