أقفل اليوم الأوّل على إطلاق المنصّة الإلكترونية للتسجيل لتلقي اللّقاح على 100 ألف إسم. مؤشّر يعكس تراجع عامل «الخوف» أو «الخشية» من اللّقاح بشكل تدريجي. فهل أنتم ممن سيتلقوّن هذا اللّقاح ومتى؟

 

كثرت الإشاعات في الآونة الأخيرة عن اللّقاح، فبين «فايزر» و»موديرنا» و»اللّقاح الصيني».. «ضاعت الطاسة».

 

الجارة تخبر جارتها أنّها لن تتلقّى العلاج، فالدراسات التي وصلتها «برودكاست» عبر الـ «واتسب أب» تشير الى أنّه خطير على الصحة. وأخرى تفترض أنّ اللّقاح لن يصل في القريب العاجل، بعض الناس يقول انّ اللّقاح يغيّر الـ DNA ، وآخرون يفترضون أنّه سيمنعهم من الإنجاب... تقديرات، وإشاعات، وأخبار ودراسات من هنا وأخرى من هناك... هذا اضافة الى عامل أساسي، وهو فقدان الثقة بالدولة، حيث القلق من عدم تمكّنها من حفظ اللقاحات بالطريقة الصحيحة، ومن المحاصصات، والوساطات...


 
 

ولكن ماذا يقول أهل الطب عن اللّقاح؟ وما هي حقيقة عوارضه الجانبية المثبتة علمياً؟

يقول رئيس اللّجنة الصحية النائب عاصم عراجي، انّ عوارض اللّقاح معروفة، وهي:

- وجع في الجسم (وتحديداً في مكان وخز الإبرة).

- أو إرتفاع في حرارة الجسم.

- أو وجع في العضلات.

- أو حساسية، وقد تكون بسيطة، أو مفرطة. ولذلك، يتمّ الإبقاء على الفرد الذي تلقّى العلاج حوالى 15 دقيقة في مركز التلقيح للتأكّد من عدم تفاقم الحساسية ومعالجتها فوراً.

 

وعن الخوف والتردّد من تلقي اللّقاح، يعتبر عراجي «أنّه طبيعي». وأعطى عراجي أنموذجاً عن ذلك وهي الولايات المتحدة، حيث فتك الوباء بالكثيرين، وحصد وفيات تخطّت عدد قتلاها العسكريين في الحرب العالمية الثانية.

 

ويشير الى أنّه «قبل البدء بإعطاء اللّقاح في أميركا كان الشعب منقسماً الى نصفين بين من يريد تلقي اللّقاح، ومن لا يرغب بتلقيه، ثمّ ومع البدء بإعطاء اللّقاحات بحوالى الأسبوعين، إرتفعت نسبة الراغبين بتلقّيه من حوالى 100 ألف شخص يومياً الى نحو مليون متلق، وحتّى الأمس القريب تلقّى نحو 27 مليون مواطن أميركي اللّقاح».

 

وتابع عراجي: «هذا ما نتوقّع حصوله في لبنان، الناس ستبادر مع الوقت وتندفع ، خصوصاً أنّها الجائحة الأولى التي تصيب عصرنا الحالي منذ سنوات طويلة»، من هنا يرى عراجي «أنّ هذا الخوف مبرّر وسيُبدّد تدريجياً».

 

ووسط كل هذا التردّد بين الرافض والمنتظر لأخذ اللقاح، يبقى التأكيد انّ إكتساب المناعة المجتمعية لا تتكوّن الّا عندما يتمّ تلقيح 80 % من المقيمين في لبنان بين مواطنين ولاجئين وغيرهم. وعليه، يؤكّد عراجي، أنّ «لبنان طلب 10 ملايين لقاح.. كمية كفيلة بتلقيح 5 ملايين مقيم».