تناقش السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التحديات الأمنية التي تفرضها المرحلة المقبلة من عمر القضية الفلسطينية، وقد تحدّثت تقارير مؤخرا عن وجود محاولات اختراق سياسي وعسكري للضفة الغربيّة، ودعت هذه التقارير جميع الأجهزة الأمنية إلى التحلي باليقظة الدائمة وعدم التساهل مع أيّ تهديد. 

 

وعبّرت جهات من داخل السلطة الفلسطينية برام الله عن قلقها من التحذيرات الأمنية التي تتلقاها في الآونة الأخيرة. 

 

وقد راسل حلفاء السلطة الفلسطينية برام الله قياديّي منظمة التحرير الوطني الفلسطينية من أجل تنبيهها من خطورة الوضع الأمني في الضفة الغربيّة، خاصّة مع الحضور القوي لإيران في المشهد. 


يُذكر أنّ النظام الإيراني، والذي يعد الداعم الأساسي لحماس في المنطقة، يحاول استغلال تدخله في قرارات حماس عبر استخدام ورقة الدعم العسكري واللوجستي، من أجل اختراق الضفة الغربيّة. 

 

هذا ويعلم معظم المتابعين لشؤون الشرق الأوسط أنّ أولويّة إيران في المنطقة هي كسب مناطق نفوذ جديدة وتحقيق اختراق أوسع دون إثارة جلبة أو توجيه الأنظار نحوها، لذلك تستعمل أذرعتها في المنطقة للوصول إلى غاياتها البعيدة.
وقد عبّرت القاهرة وعمان عن مخاوفهما بهذا الشأن وحذّر كلاهما السلطة الفلسطينية من التساهل مع حركة حماس المدعومة من قبل إيران، ودعا الطرفان السلطة برام الله إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة، تجنبا لسيناريو 2007 حين اخترقت حماس قطاع غزة واستولت على الحكم فيه.

 

 

ونظرا للحصار الدولي الذي تعيشه حركة حماس، فإنّ استلامها السلطة في الضفة الغربيّة سيجعل منها غزّة ثانية محاصرة وعاجزة عن تأمين أبسط حاجياتها.

 

هذا ومن المرجح أن يناقش مسؤولون مصريون وقيادات السلطة الفلسطينية وفتح ملف الانتخابات في اللقاء المقبل المقرر إجراؤه في القاهرة مطلع الشهر القادم. 


تعيش الساحة الفلسطينية حالة من التوتر والترقّب، إذ ورغم التقدم الملحوظ في ملف المصالحة الفلسطينية عبر الاتفاق على إجراء انتخابات موحدة فإنّ الطريق لا يزال طويلا أمام فلسطين موحّدة وقويّة.