وسط الجمود السياسي والطائفي الخانق والمتمادي، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال بجولة "سياسية" على الرؤساء سعد الحريري ونبيه بري وميشال عون، والرئيس دياب كما بات يعرف القاصي والداني أكاديميٌّ فاشل، تنطّح لرئاسة حكومة "إنقاذية" بعد الإنتفاضة الشعبية التي انطلقت في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، فإذ بها تودي بالبلد إلى الضياع والتّخبُّط وهدر الوقت الثمين وتكريس الفساد وهدر المال العام،  ويحلو له بالأمس أن يقوم بحركة استعراضية لزيارة الرؤساء الثلاثة، وبدأها بزيارة الرئيس المُكلّف سعد الحريري، فماذا تراهُ فاعلاً عنده؟ هل سينفي له المحادثة الشهيرة بينه وبين الرئيس عون التي اتّهم فيها الرئيس عون الرئيس الحريري بالكذب، أم سيؤكدها له، غامزاً من طرفٍ خفيٍّ للحريري بوقف كلّ تعامل أو تفاهم مع رئيس الجمهورية، وهذا لا يعني سوى إطالة أمد بقاء دياب في السراي الحكومي، وماذا تراهُ قائلاً للرئيس نبيه بري أثناء زيارته له، وهل يملك تفويضاً وافياً من أهل السّنة للتفاهم مع الثنائية الشيعية لوقف تعطيل تأليف الحكومة الجديدة، والوقوف صفّاً واحداً بوجه الرئيس عون، وأخيراً ماذا تراهُ حاملاً للرئيس عون أثناء زيارته له، هل سيُبلغه أنّ الرئيس المُكلّف بات مستعداً للرضوخ لمطالب الوزير السابق جبران باسيل التي لا تنتهي، بدءاً من الثلث المُعطّل إلى حصر تعيين الوزراء المسيحيين برئيس الجمهورية، فضلاً عن زيادة عدد أعضاء الحكومة الجديدة إلى عشرين، ليسهُل تعيين وزيرين كاثوليكي ودرزي، ينتهيان في نهاية المطاف في جعبة الوزير جبران باسيل.

 

إقرأ أيضا : عون-الحريري..درس بسيط من مآسي وباء الكورونا.

 


هل يا ترى قام الرئيس دياب بكلّ تلك الحركة للإطمئنان على استدامة وضعه كرئيس حكومة  ( وإن في حالة تصريف الأعمال) إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا، أي هذا لا يعني للُّبنانيّين التّواقين للخلاص من الأزمات الخانقة التي تحيط بالبلد سوى أنّها: حركة بلا بركة.

 

قال الشاعر:

نزلتُ على أبي عمروٍ فحيّا

وهيّأ عنده فرش المقيلِ

وقال عليَّ بالطّباخ حتى 

يزيدَ من البوادرِ والبقولِ

فغدّاني برائحة الأماني 

وعشّاني بميعادٍ جميلِ.