في ظلّ أجواء انسداد الأزمة الحكومية في لبنان، وما يرافقها من انهيارٍ سياسيٍّ وماليٍّ واقتصادي واجتماعي وصحّي، ممّا ينذر بأوخم العواقب والكوارث، لماذا لا يستفيد الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري، قُطبا التّعطيل المتمادي والماحق، من أخذ دروس مُستفادة من مآسي وباء الكورونا الخطير، فهذا الوباء كما أثبت الأطباء والمُختصون يودي بالمُصاب في الحالات الحرجة إلى المستشفى  لإسعافه بواسطة التّنفس الإصطناعي، فبدون الأوكسجين الضروري الذي يجب أن يتنشّقه المصاب على وجه السرعة، فهو سيلقى حتفه، إلاّ ما رحم ربُّك.

 

 

إقرأ أيضا : قصير يدعو حزب الله للعودة إلى لبنان..نافذة نقاش حرّ وجريئ

 


عليه، ألم يلاحظ بعد، أو يقتنع بعدُ، الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري بأنّ لبنانَ مُصابٌ بما هو أخطر من الكورونا، وهو بحاجة إلى عناية فائقة، بحاجة إلى تنفّس إصطناعي، بحاجة إلى اوكسجين صندوق النقد الدولي والهبات الدولية والجهات المانحة، مع إجراء الإصلاحات اللازمة في هيكلية القطاعات الإنتاجية والخدمية المُتعثّرة، وهذا كله متوقف على تأليف حكومة عالقة بين يدي رئيس جمهورية نسي أنّ الرئيس سعد الحريري كان قد سلّمهُ تشكيلة وزارية كاملة قبل أيام، ورئيس حكومة مُكلّف نسي أنّ تأليف الحكومة الجديدة يجب أن يُنجز في وقتٍ مُحدّد، وهو غير مفتوح إلى ما شاء الله تعالى، في حين أنّ لبنان المريض ينتظر على قارعة الطريق جهاز إسعافٍ طارئٍ وضروري، شأنه شأن مصابي الكورونا الذين ضاقت بهم المستشفيات الحكومية والخاصة على وُسع رحبها. 

 

 

قال الشاعر:

إذا أنت أفنيت النّبيهَ من العدى

رمتك الليالي على يد الخامل الذّكرِ

وهبك اتّقيت السّهم من حيثُ يُتّقى

فكيف بمن يرميك من حيث لا تدري.