مداخلة الإعلامي السيد قاسم قصير على قناة Nbn  منذ يومين، حول علاقة حزب الله بإيران، ومستقبل المقاومة الإسلامية في لبنان، مُهمّة جدّاً، أولاً: كونها صادرة عن سياسيٍّ إعلاميّ قريبٍ جدّاً من المناخ السياسي والتّعبوي والشعبي لحزب الله، بحيث لا يمكن لأحدٍ أن ينال من صدقية طرحه "السياسي"، ونُبل مقصده اتجاه الحزب والوطن معاً، كما لا يمكن أبداً اتّهامه بخدمة جهات سياسية خارجية تتوخّى النّيل من هيبة المقاومة والممانعة في المنطقة العربية، ومشروعية تموضعها السياسي والشعبي في لبنان. 

 

 

ثانياً: فداحة الوضع الحكومي هذه الأيام، فلا حكومة جديدة ولا أمل بذلك في المدى المنظور، الوضع الصحي الكارثي الذي تسبّب به وباء الكورونا، بعد كارثة تفجير مرفأ بيروت النووي، والذي تعثّرت التحقيقات القضائية فيه بحيث اكتملت صورة الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي الشامل، على ضوء هذه الأوضاع المأساوية التي تمرّ بها البلاد، ربما جاءت مداخلة السيد قصير وأهميتها وخطورتها وحساسيتها، وذلك لجهره بما يدور ربما في الخفاء، بدعوة حزب الله للعودة الصريحة إلى لبنان، بعد فكّ عُرى التحالف الوثيق مع إيران، فلإيران ربٌ يحميها، ولبنان هو المُبتلى، وهو الذي يشارف على الهلاك، إن لم يُسارَع لإنقاذه، ومن واجب الحزب أن يعود إلى داخل لبنان كما يرى السيد قصير، والاهتمام بشؤون أبناء الطائفة الشيعية ومصالحها الوطنية، والتي يتعلق حاضرها ومستقبلها بسياسته، على الحزب كما يدعو قصير بصراحة ( لعلّها مفاجئة لكثيرين) لعدم حصر المقاومة( في حال الحاجة لها) بجهة حزبية واحدة، كما هو الحال اليوم، بل آن الأوان للذهاب إلى الإستراتيجية الدفاعية الوطنية، والتي يمكن لها وحدها أن تحمي الوطن وتحافظ على سيادته واستقلاله، واستعادة قرار الحرب والسلم للشّرعية اللبنانية.

 

 

إقرأ أيضا : إلى الحريري وباسيل..من له أذنان فليسمع، وعقلٌ فليتّعظ، وقلبٌ فليرحم.

 

 

 

سيتعرّض السيد قاسم قصير لحملة افتراءٍ وتجنٍّ بلا ريب، ومن واجب كل الحريصين على الطائفة الشيعية ومصالحها الوطنية أن يروا في صرخته هذه بارقة أمل بفتح نافذة نقاشٍ حرٍّ وجريئ داخل بُنية الطائفة الشيعية، لما فيه خيرها وخير المقاومة، وخير لبنان، الوطن "النهائي" لجميع أبنائه.

 

 

أخيراً، تحية تقدير للسيد قاسم قصير، عسى أن يحتذي به كلّ "مُقاومٍ" شريفٍ وصادق، والعاقبة للمتّقين.