عندنا في لبنان، الرؤساء والوزراء، ومعهم النواب يستحيل عزل أحدهم، إلاّ في حالاتٍ نادرة، تقرب من المستحيلات، بسبب الحصانات الواقية والسّميكة التي تمنع وصول أي مسؤول كبير إلى محاكمة قد تُفضي إلى عزله أو سجنه.
 

في الولايات المتحدة الأمريكية( بلا قياس وتشبيه مع بلادنا العامرة) ارتكب الرئيس الأمريكي ترامب هفوة سياسية بسيطة عندما طالب أنصاره بالتّظاهر أمام مبنى الكونغرس، فكان أن خرج المتظاهرون عن رشدهم وسلميّتهم، فاقتحموا المبنى وعطّلوا جلسات مجلس النواب والشيوخ، مع ما رافق ذلك من تخريبٍ في الممتلكات، وإيقاع عددٍ من الضحايا، ورغم دعوة الرئيس ترامب أنصاره للهدوء والعودة إلى منازلهم، ومُبادرته في اليوم التالي لاستعداده التعاون في سبيل انتقالٍ مُنظّم للسلطة في العشرين من شهر كانون الثاني الحالي، تاريخ تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، إلاّ أنّ خصوم ترامب من الحزب الديمقراطي يًصرّون على محاسبته بجناية اقتحام مبنى الكونغرس، والبدء بالإجراءات القانونية اللازمة لعزله عن منصبه، مع أنّ مدة ولايته المتبقية لا تتعدى ثمانية أيام، وذلك لإعطاء المزيد من الدروس الإضافية في ممارسة الديمقراطية، في حال حاول الحاكم أن ينحو منحى الإستبداد والتّفرّد ومعارضة الأسُس الديمقراطية لتداول السلطة.

 

إقرأ أيضا : متى يرمي الحريري ورقة التّكليف في وجه العهد؟ أسوةً بالسّفير أديب.

 

 


عندنا في لبنان، الرؤساء والوزراء، ومعهم النواب يستحيل عزل أحدهم، إلاّ في حالاتٍ نادرة، تقرب من المستحيلات، بسبب الحصانات الواقية والسّميكة التي تمنع وصول أي مسؤول كبير إلى محاكمة قد تُفضي إلى عزله أو سجنه، رغم اقترافه المخالفة تلو الأخرى، كخرق الدستور وتعطيل أحكامه، وحجز المراسيم و القوانين والتشريعات في الجوارير، وتعطيل قيام المؤسسات الدستورية والإدارية والقضائية، والتي تُعدّ هفوة الرئيس الأمريكي ترامب أمامها برداً وسلاماً على حياة المواطنين ومستقبلهم، وما زاد الطّين بِلّة هذه الأيام أنّ مُعضلةً جديدة نشأت مع عدم وجود أي نصّ قانوني أو غير قانوني يسمح بعزل رئيس الحكومة المُكلّف، ولا سبيل أو حيلة أو رُقية يمكن لها أن تستردّ التّكليف الذي وضعه الرئيس سعد الحريري في جيبه، وما زاد في المصاب الجلل أنّ الرئيس الحريري يسافر حاملاً التكليف معه حسب ما نُقل عن لسان رئيس الجمهورية.

 


رأى حكيمٌ مدينةً حصينة بسورٍ مُحكم، فقال: هذا موضع النساء، لا موضع الرجال.