كشفت حلقة تلفزيون الجديد اليوم مع نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف ومع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سلمان هارون حجم الكارثة الصّحيّة التي ألمّت بلبنان نتيجة الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم في البلد أولاً، وثانياً الإهمال والتّسيُّب وانعدام المسؤولية، وربما الفساد وعدم الكفاءة المهنية في مواجهة جائحة الكورونا، بدءاً من وزير الصحة الذي كما صار واضحاً لا يُتقن سوى الكلام الهذر، والخطابات الرّنانة، والإستعراضات الإعلاميّة، فقد كشف نقيب الأطباء تقاعساً خطيراً في إمداد المستشفيات الحكومية بالمستلزمات الضرورية، ودعمها ماديّاً وبشريّاً، وذلك بعد سيلٍ طويلٍ من نثر الوعود الزائفة والتّعهّدات الباطلة منذ أكثر من عشرة أشهر، والإدعاء بأنّ الأوضاع الصحية تحت السيطرة و"لا داعي للقلق والهلع"، ولا بأس في استيراد وباء الكورونا اللعينة من البُؤر التي انتشرت فيها مطلع العام الماضي، كما كشف نقيب الأطباء أنّ الأوضاع الصحية ستزداد سوءاً على سوء بسبب هجرة الأطباء والممرضين والممرضات بسبب الإنهيار المالي والاقتصادي، ووقوف وزارة الصحة موقف التفرّج بدل التّدخل السريع لوقف هذا النزيف الخطير، أمّا رئيس نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة فقد كشف بما لا يقبل اللُّبس أنّ وزارة الصحة هي الغائب الأبرز في هذه الكارثة الصحية المستفلحة، ولكن مع هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي لم تهتدِ حتى اليوم إلى طريقةٍ ناجعة لتشكيل حكومة جديدة تكون على قدر المسؤولية لإنقاذ البلد الذي بات على شفير الهاوية، بدل الإتّكال على وزير صحة استنفد ما عنده من وعودٍ فارغة، ومماطلاتٍ وتخيّلاتٍ وأمانٍ زائفة، والتّهرّب من المسؤوليات الجِسام، حتى بات المواطن- المريض كالشّاة التي تبحث عن سكّين جزار.

 

إقرأ أيضا : جبران باسيل والسيد نصرالله..تلميذٌ نجيب عند أستاذٍ جليل.

 


قال الشاعر الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أتعزّلُ

حذرَ العِدى وبه الفؤادُ مُوكّلُ

وأراك تفعلُ ما تقولُ وبعضهم

 مذِقُ الحديث يقولُ ما لا يفعلُ.