في معلومات لـ«الجمهورية»، انّ الرئيس ميشال عون، وبعدما قدّم شروحاته، بدا مستمعاً لمجموعة من الملاحظات التي عبّر عنها البطريرك الراعي، وخصوصاً عندما فنّد عناوين خطاب «عيد الغطاس» وما قصده من مناشدته كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، للتواصل من دون اي مؤثرات خارجية. وطرح الراعي اقتراحاً فاجأ رئيس الجمهورية، عندما تمنّى قبولاً بفكرة ان يجمع عون والحريري، حيث يريدان، وإذا اختارا بكركي فأهلاً وسهلاً بهما. فالهدف هو تسهيل الاتصالات الاخيرة وتزخيمها واستكمال البحث من حيث انتهيا، وفق القواعد التي اطلقها الراعي في العظة المشار اليها .

 

وردّ رئيس الجمهورية على طرح الراعي بمجموعة من الأسئلة التوضيحية، ولم يعط الراعي جواباً نهائياً في انتظار ان يستكمل البطريرك اتصالاته بالحريري ومن يراه مناسباً، الى ان ينتهي الى صيغة قابلة للبحث، فينظر فيها حسب ما ستوفره هذه الاتصالات من معطيات جديدة. فالهدف لدى رئيس الجمهورية هو التوصل الى التأليف في اسرع وقت ممكن وبلا تسرّع، لئلا تدفع البلاد ثمناً لا يريده احد في حال انتهت المحاولة الجديدة الى الفشل.


 
 

وافادت المعلومات التي تسرّبت من دوائر قريبة من بكركي الى «الجمهورية»، انّ «الرجلين كانا مستمعين جيدين لما طرحه كل منهما عندما تبادلا القراءات والآراء». ووصفت المصادر مبادرة بكركي الجديدة بأنّها تنطلق من «معطيات دستورية»، اذ «لا تشكيل لحكومة جديدة من دون تفاهم عون والحريري وتوقيعهما». الّا انّ هذا الاقتراح ينتظر تواصل بكركي مع «بيت الوسط»، على ان يكون «دور البطريرك مسهلّاً، يسعى بجدّية كاملة وبخلفيات وطنية الى كسر الجليد واعادة وصل ما انقطع بين الرجلين».

 

وأجمعت مصادر بعبدا وبكركي على التأكيد لـ»الجمهورية»، على انّه لم يكن هناك اي مشروع للقاء يجمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف امس في بكركي، فالمبادرة البطريركية الجديدة لم تكن في حوزة اي منهما، وبالتالي فإنّ الحديث عن محاولة فاشلة لجمعهما كما اوحت به بعض التسريبات الاعلامية لا اساس له من الصحة على الاطلاق.