أننا سنكون امام مرحلة انتظار صعبة، وأن شهر كانون الثاني من العام 2021 لن يكون فأله خيراً على لبنان حيث ستبقى الأمور من كل نواحيها على حالها إلى ان ينجلي غبار التصعيد الحاصل في المنطقة لا سيما على الجبهتين الإيرانية والأميركية، ناهيك عن ارتفاع منسوب المواجهة مع كورونا التي استطاعت ان تزيح عملية التأليف عن المشهد اللبناني ووضعها على رف الانتظار وطرقها مسدودة .
 

باكراً اصطدمت المبادرة الفرنسية بجملة معوقات ادت الى ان تصاب بانتكاسة، اقر بها الجميع، وقد فشل تحالف عون التيار الحر حزب الله، في تلبية مطالب الادارة الفرنسية. 

 

عديدون دخلوا على خط المساعي الحميدة لإزالة العراقيل من طريق ولادة حكومة مهمة الانقاذية، التي رفع رايتها الرئيس المكلف سعد الحريري، استنادا الى جوهر المبادرة الفرنسية ، ومن ابرز هؤلاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم،  وقد اعتبر سيد الصرح ان الحكومة لن تتشكل الا من خلال لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف واتفاقهما على تشكيل حكومة مميزة باستقلالية حقيقية، وتوازن ديموقراطي وتعددي، وبوزراء ذوي كفاءة عالية،فلا يفيد تبادل الاتهامات حول من تقع عليه مسؤولية عرقلة تشكيلها .                 

 

             
بعض المصادر المتابعة تقول إن الحزب وبقرار إيراني لن يعطي الإشارة بالتأليف، طالما أن الإيرانيين محشورون في المنطقة، في ظل التهديدات الأميركية المتواصلة، مشددة على أن الفريق الذي عرقل التأليف باختلاق العقبات المصطنعة، سيستمر في عرقلته، وبالتالي فإن الحكومة لن ترى النور إلا إذا برزت معطيات اخرى ، الأمر الذي سيدفع حزب الله إلى تليين موقفه وفك أسر الحكومة . 

 

 

وتكشف المصادر، أنه مع احتدام المواجهة الإيرانية الأميركية، فإن حزب الله سيزداد تمسكاً بالثلث المعطل الذي يشكل أساس معركته التي يخوضها على الجبهة الحكومية، وهو بالتالي لن يسلم للرئيس المكلف سعد الحريري الذي عاد إلى بيروت ، بترؤس حكومة لا يكون قرارها مع الحزب، وهو أمر يرفضه الرئيس المكلف وحلفاؤه ولا يمكن القبول به، مهما اشتدت الضغوطات من جانب الحزب والذين في فلكه، وسط تساؤلات عن أسباب عدم مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون كما ينص الدستور، على تسهيل مهمة الرئيس الحريري، والسير في حكومة اختصاصيين مستقلة وغير حزبية . وأشارت إلى أن ما يتم تسريبه عن الفريق المتحالف مع حزب الله، أن الحكومة الاختصاصية قد تكون خياراً لم يعد قابلاً للحياة بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، وما يمكن أن تتركه من تداعيات على لبنان الذي يواجه أوضاعاً بالغة الخطورة .

 

 

ولا تتوقع المصادر، أي لقاء بين الرئيسين عون والحريري، قبل أن يدلي السيد نصرالله بدلوه في هذا الملف ويحدد موقفه والحلفاء من الملف الحكومي المعلق ، بانتظار نتيجة التطورات الإقليمية، وما يتصل بالمواجهة الكلامية الدائرة في مياه الخليج بين الأميركيين والإيرانيين، على الصعيد اللبناني وما يمكن أن يتأتى عنها من انعكاسات بالنسبة للملف الحكومي الذي أضحى أسير الصراع الدائر بين طهران في واشنطن، وهو ما لا يخفيه المقربون من محور الممانعة، بالتأكيد على أن لا حكومة في لبنان إلا إذا تمت الاستجابة لمطلب حزب الله وحلفائه. 

 

 

إقرأ أيضا : قلق وإرباك على مستوى الاقليم ولبنان أسير التوتر الاميركي الايراني

 
 


وبانتظار اتضاح صورة الأوضاع على الصعيد الإقليمي، فإن لا مؤشرات على تحريك المبادرة الفرنسية. 

 

وفيما تتناسل المشكلات في البلاد وتستولد في كل يوم جديدا ، خصوصا ما يتصل بعقدة تشكيل الحكومة العالقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ، على خلفية عدم حصول بعبدا والدائرين في فلكها ، تارة على الثلث المعطل وأخرى على الحقائب السيادية في التركيبة الوزارية ، لا يخفي الجانب الفرنسي انزعاجه من اداء المسؤولين اللبنانيين غير العابئين بخطورة ما بلغته احوال البلاد والعباد الذين تحولوا بين ليلة وضحاها الى فقراء معدمين ينشدون لقمة العيش التي بات متعذرا على الغالبية الساحقة من اللبنانيين الحصول عليها نتيجة فقدان القدرة الشرائية للمواد الحياتية والدواء.

 

 


وإذا كان وفد مجلس الشيوخ الفرنسي الذي ستحط طائرته في مطار بيروت اليوم، حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين قد أوحى بأن المبادرة الفرنسية ما تزال قابلة للحياة وانه ما زال بالإمكان اعتمادها لخروج لبنان من مأزقه بشقّيه السياسي والاقتصادي، فإن المؤشرات الموجودة خصوصاً تلك المتصلة بالوضع المحموم في المنطقة تؤكد بأن إعادة تفعيل هذه المبادرة ستكون عملية شاقة غير محسومة النجاح 


في هذا السياق تسارع مصادر سياسية متابعة إلى التأكيد بأن ما من جديد طرأ على الملف الحكومي خلال عطلة الأعياد، وأن السبب الذي أدى إلى الفراق مجدداً بين الرئيسين عون والحريري ما زال هو نفسه ولم يشهد أي تبديل لا من جهة رئيس الجمهورية ولا من قبل الرئيس الحريري . 

 

 

كل شيء لا يطمئن في لبنان حالياً ولا توحي المعطيات بأن المستقبل القريب سيكون افضل. قد تكون الأشهر المقبلة أكثر سوءاً، بإنتظار تسوية لن تأتي من دون حضانة إقليمية ودولية مفقودة.
 والاتي من الايام سيكون شاهداً وللحديث صلة .

 


هذا المشهد المخيف الذي يتفاقم يومياً خصوصاً بين إيران والولايات المتحدة الأميركية يحمل على الجزم بأن أمر تأليف الحكومة في وقت قريب بات شبه مستحيل، وأنه بات أسير الصراعات الدولية من جهة، والتناتش السياسي والطائفي على المستوى الداخلي، وهذا يحتم على اللبنانيين التعايش مع الواقع الحالي والعمل قدر الإمكان لتجنب الانزلاق نحو الأسوأ على كافة المستويات .

 

 

أننا سنكون امام مرحلة انتظار صعبة، وأن شهر كانون الثاني من العام 2021 لن يكون فأله خيراً على لبنان حيث ستبقى الأمور من كل نواحيها على حالها إلى ان ينجلي غبار التصعيد الحاصل في المنطقة لا سيما على الجبهتين الإيرانية والأميركية، ناهيك عن ارتفاع منسوب المواجهة مع كورونا التي استطاعت ان تزيح عملية التأليف عن المشهد اللبناني ووضعها على رف الانتظار وطرقها مسدودة .