كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": دخلت عملية تأليف الحكومة في "الكوما" بعدما فشلت كل الجهود التي بذلت في علاج "الالتهابات" السياسية التي فتكت بها وأدت الى "إشتراكات" من أمراض "المعايير والميثاقية والثلث المعطل والوزير الملك"، إضافة الى "فيروس" مستجد هو القبض على كل الوزارات الأمنية والقضائية.

 

بات بحكم المؤكد أن “كوما” التأليف مستمرة الى مطلع العام الجديد، بانتظار إستئناف العلاج الذي إما أن ينجح في أن تبصر الحكومة النور، وإما أن تعلن “الوفاة” التي سيكون لها تداعيات كارثية على الشارع اللبناني سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وأمنيا، ما يعني حصول الانفجار الكبير المنتظر والذي قد يُعرف كيف يبدأ، لكن أحدا لا يمكن أن يتكهن الى أين قد يأخذ لبنان.


 
 

أقفلت الأبواب على عملية التأليف بعدما إطمأن المعنيون على أنها تغط في ثباتها عميق، وغادروا للاحتفال بالعيد بمعزل عن اللبنانيين الذين أضاعوا فرحته بحزن إنفجار بيروت، وبقلق هجرة الأبناء، وبهموم جنون دولار وغلاء المعيشة والتهديد بالجوع، وبخوف على المستقبل في بلد من دون حكومة ولا مؤسسات.

 

حجر رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه في قصر بعبدا، وكسر تقليدا تاريخيا بعدم حضوره قداس الميلاد في بكركي لكي لا يُعرض نفسه للاختلاط بسبب كورونا، وللاحراج بفعل كلام البطريرك بشارة الراعي الذي أعلن الحرب السياسية حتى الافراج عن الحكومة.

 

غادر الرئيس المكلف سعد الحريري لبنان الى الامارات العربية المتحدة ومن ثم الى السعودية (بحسب ما أفاد مكتبه الاعلامي) لقضاء إجازة الأعياد مع عائلته تاركا “الشقى على من بقى”، لكن معلومات أشارت الى أن الحريري قد يبحث مع المسؤولين في الامارات والسعودية (إذا سمحت له الظروف بلقائهم) في الوضع الحكومي وإمكانية تأمين بعض المساعدات الى لبنان في حال أنجز تشكيل الحكومة العالقة بين تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض خارجيا، وبين تمسك فريق العهد بشروطه في الحصول على الثلث المعطل، أو على الوزارات الأمنية والقضائية داخليا، ما يعني أن هذا الفريق يسعى الى القبض إما على الحكومة ككل وإما على النظام الأمني الذي يساعد في تعزيز النظام الرئاسي الذي يطمح إليه.

 

في غضون ذلك، تؤكد مصادر في ““تيار المستقبل” أن “الحريري لم يغير القاعدة الأساسية التي سار عليها، وهو متمسك بلاءاته، لا لحكومة موسعة (أكثر من 18) لا لثلث معطل لأي فريق، لا للوزارات الأمنية في عهد تيار سياسي واحد”.

 

يعني ذلك، ان الكباش السياسي الذي إنتهى عليه العام سوف يستكمل وبشراسة مطلع العام الجديد، خصوصا في ظل تمسك فريق العهد بشروطه المعروفة، وطموح بعض أركانه الى قلب الطاولة، وبدء المفاوضات من جديد على حكومة من 20 وزيرا أو أكثر بهدف إحراج الحريري مع وليد جنبلاط مجددا حول التمثيل الدرزي، فيما يذهب البعض الآخر بعيدا في رفض الحريري كرئيس للحكومة وهو ينتظر الفرصة السياسية السانحة لاخراجه من المعادلة، بما يلبي رغبة عون وباسيل معا.

 

في غضون ذلك، جاء إنذار البطريرك الماروني بشارة الراعي في قداس الأحد أمس الى المعطلين في الخارج والداخل، ليؤكد أنه ماض في مبادرته بدعم من الفاتيكان، وهو بحسب المعلومات سيواصل إتصالاته شخصيا وعبر وسطاء مع المعنيين بتشكيل الحكومة لإعادة ترطيب الأجواء بين الرئيسين عون والحريري والتفتيش عن القواسم المشتركة التي تساهم في ولادة الحكومة التي يعتبرها الراعي أمر ملح وضروري لأنه لا يجوز أن تترك البلاد تسقط الى الهاوية.