فاذا ما كان تعريف المعجزة لغة، هي حدث غير متوقع وخلاف النواميس الطبيعية ولن تكون إلا بفعل بفعل نبي أو وصي نبي وتحصل بتدخل الهي مباشر، فيمكن القول ان تنحي السيدة ميركل هو اكثر من معجزة فلا السماء تدخلت بالامر ولا هي ادعت النبوة . فسلام على ميركل يوم ولدت ويوم حكمت ويوم تنحت .
 


بالدم بالروح نفديك يا ميركل، لبيك يا ميركل،

ميركل قائد تاريخي،

ويلنا من بعدك يا ميركل،

لن تهزم امة انجبت ميركل

فدا صرماية ميركل،

ميركل او نحرق البلد.

 

كل هذه العبارات ومثيلاتها الكثيرمن الشعارات الممجوجة والمشحونة بكل أنواع التخلف والجهل والتبعية وتأليه الزعيم، هي أبعد ما تكون عن ثقافة الشعب الالماني العظيم، وهي طبعا غير مستساغة في عقلية شخصية عظيمة كشخصية المستشارة الالمانية انجيلا دوروتيا ميركل.

 

فعلى مدار 15 سنة، حكمت هذه المرأة التي أوتيت من كل شيء ولها حكم عظيم، ولم يسجل عليها انها قرّبت قريبا او صهرا، ولا هي عدّلت قوانين ودساتير لتوريث من هنا أو لضمان استمرارها مدى الحياة من هناك، بل قادت بلادها بكل حكمة وتواضع، فلا حاشية عندها استفادت من ثروات ثاني اهم اقتصاد بالعالم، ولا هي بنَت لنفسها قصورا أو استملكت عقارات لا هي ولا زوجها او أحد من أولادها.

 

إقرأ أيضا : هكذا تستفيد اسرائيل من ترهات إعلام الممانعة

 

 

وبالرغم من سنوات حكمها ل 80 مليون مواطن الماني والمكثفة بأرقى الانجازات الانسانية والسياسية والاقتصادية، حتى باتت المانيا قبلة لكل مضطهدي الارض ولاجيئيها، وصارت مقصدا لكل طامح على هذا الكوكب بحياة كريمة محترمة وملجأ يهرب إليه الذين آمنوا وعملوا الصالحات هربا من "عدالة" بلاد محكومة زورا بإسم السماء والرسالات السماوية الخالدة او الامة العربية الواحدة.

 

 

لعل ما حصل بالامس، من تنحي السيدة ميركل ( 65 عام ) عن قيادة حزبها ( الاتحاد الديمقراطي المسيحي ) كمقدمة لتنحيها عن السلطة، يعتبر في المخزون الثقافي لتلك الشعوب أمرا عاديا جدا، بل أن بقاء المسؤول واستمراره وتمسكه بالسلطة هو خلاف ثقافتهم ووعيهم

 

 

إلا أن هذا الامر (التنحي عن السلطة)  في واقعنا وثقافتنا وما نعيشه من تشبث صاحب السلطة عندنا من رئيس البلاد الى أمين عام حزب الى اصغر رئيس جمعية في قرية نائية  بكرسيه وموقعه ولو أصبح على حافة قبره أو حتى إلى ما بعد نزوله الى قبره عبر توريثه السلطة لولده أو صهره فإن هذا الامر يعتبر اقرب ما يكون الى عجيبة العجائب

 


فإذا ما كان تعريف المعجزة لغة، هي حدث غير متوقع وخلاف النواميس الطبيعية ولا تكون الى بفعل نبي او وصي نبي وتحصل بتدخل الهي مباشر، فيمكن القول أن تنحي السيدة ميركل هو اكثر من معجزة فلا السماء تدخلت بالامر ولا هي ادعت النبوة . 

 


فسلام على ميركل يوم ولدت ويوم حكمت ويوم تنحت .