فضيلة المفتي قبلان.. الدجاجة فرّت خوفاً من فقدان القمح في وطن المقاومات.
 

المفتي الجعفري أحمد قبلان يُردّد ويشكو ويتألم لأوجاع اللبنانيّين الذين تدهورت أحوالهم المعيشية، وانهارت عملتهم الوطنية، وباتوا بلا دولة ولا مؤسسات ولا إدارات حسب تعبير سماحة الشيخ أحمد قبلان، فالفسادُ على أشدّه: تُفتحُ الملفات القضائية لا للمحاسبة، بل لتعميق الانقسام بين الطوائف، وكأنّ المطلوب( ويا للهول) إنهيار البلد، كما يتّهم الشيخ قبلان كلّ ساسة البلد وحُكّامه، وبلا مواربة، بالعهر والوقاحة، كما يتّهمهم بالتّعطيل الذي أضحى سيّد الموقف بكلّ شيء، ليس من أجل الإصلاح، بل من أجل الكيد والتّحدّي وجني الحصص، وسط انعدام الحسّ الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية، وفي النهاية يجزم الشيخ قبلان بأن لا مستقبل لهذا البلد، طالما هذا "النهج" السياسي هو الذي يحكم البلد ويتحكّم بالناس

 

إقرأ أيضا : تفجير بيروت كارثة طبيعية أو ظاهرة مُروّعة أو صخرة تدحرجت فسحقتها.

 


عند هذا المستوى من التحليل يبقى موقف المفتي صائباً بالحكم  على الطبقة السياسية اللبنانية بالفساد، ونهب خيرات البلد ودفعه نحو الهلاك، إلاّ أن سرعان ما تزلُّ قدم المفتي عند تحديد المسؤولية المباشرة عن مُصاب اللبنانيين المنكوبين، فبدل التركيز على الطبقة السياسية الفاسدة التي سبق واتهمها بهلاك الوطن وهلاك أبنائه، عاد ليرمي البلاء عند شبكاتٍ ولائها للخارج، وهذا الخارج وفق الشيخ قبلان ينتهي عند الأمبريالية الأميركية، التي تستهدف المقاومة، هذه المقاومة تعني، في نظر المفتي، الأمن والأمان، وتعني الكرامة والسيادة، ويتناسى فوراً ما سبق وساقه بحقّ الطبقة السياسية الفاسدة، وتناسى أنّ لبنان يرتع هذه الأيام في أحضان المقاومة والممانعة، وأنّها لم تعمل على كبح جماح الفساد وهدر المال العام، وتناسى أنّ الوقائع هي التي أثبتت أنّ مراهنات هذه المقاومة وتحالفاتها  السياسية لم تجنِ على هذا البلد المنكوب سوى الدمار والخراب والبؤس والحرمان، ولم تعد تنفع المكابرات والمخاتلات والمعارك الجانبية، التي أفضت إلى رهن استقلال لبنان وسيادته وهدّدت كيانه وضعضعت نظامه، ولعلّ أسخف ما ضربتم به المثل يا فضيلة المفتي هي دجاجة الطفل البريئ الذي فرّت دجاجته إلى الأرض المحتلة، لعلّها استشعرت فقدان القمح قريباً من وطن العزّة والمقاومة والإنتصارات التي لا تتوقف ولا تنتهي.

 


فضيلة المفتي قبلان.. الدجاجة فرّت خوفاً من فقدان القمح في وطن "المقاومات".