نحضر أنفسنا للأسوأ لأن هذا العهد هو الأسوأ ولأن هذه الاحزاب هي الأسوأ ولأن المنظومة السياسية التي تحكم البلاد هي الأسوأ في تاريخ البلاد والحال هذه لا يسعنا إلا أن نقول على لبنان السلام.
 

يكثر الحديث بين اللبنانيين عن المجهول الذي ينتظرهم وعن الاسوأ الآتي في ظل انعدام المسؤولية الوطنية والأخلاقية لأركان الحكم وأحزاب السلطة وفي ظل التعنت السياسي لجميع الاطراف على أنقاض ما تبقى من هذا الوطن، ومن الطبيعي أن ينشغل اللبنانيون والحال هذه بالقلق والخوف على المصير والمستقبل أما أن يصدر عن مسؤول كبير ما يؤشر على الأسوأ القادم فهو من الخطورة بمكان فقد نقلت صحيفة الجمهورية عن مسؤول لبناني كبير قوله : الله يرحم البلد، لقد انتهى ولم يبق منه شيء، وما علينا سوى أن نحضّر أنفسنا للأسوأ".

 

 

وهذا اختصار واضح لما سيأتي فيما أزلام السلطة يتنازعون الحصص الوزارية وفيما لا تزال الحكومة عالقة بين الثنائي الجديد عون والحريري بسبب صراع معيب ومشين على ما يسمى  بالثلث المعطل وهم بذلك يعطلون البلد كله ويعدمون أي فرصة أو خرق يجنب اللبنانيين المزيد والمزيد من الآلام والمآسي وهم أيضا يضيفون إلى مأساته خزيهم وعريّهم وتفاهتهم ووقاحتهم تارة خلف الحصص والمغانم وطورا خلف متاريسهم الطائفية والمذهبية ليخرج علينا غبطة البطرك بشارة الراعي من جديد لتكريس ثقافة الطوائف والطائفية في التعطيل والتسويف والمماطلة على حساب اللبنانيين ومصير الوطن ليلحق بمن سبقه من رؤساء الطوائف الذين يعيثون فسادا أكبر بحماية هذه الطبقة السياسية والذين يشكلون سياج حماية إضافي لمنظومة الفساد بعد حمايتها بقوة  الأحزاب  وسطوتهم.

 

إقرأ أيضا : وطن بحجم دجاجة

 

 

إننا أمام انعدام كامل للمسؤولية الوطنية والإنسانية والأخلاقية  وما قاله المسؤول الكبير للجمهورية هو واقع لا محال مع هذه السلطة السياسية، ومع هذه السلطة الدينية الطائفية التي تمعن أكثر فأكثر في تفتيت البلد والشعب ولا تقوم لها قائمة إلا عندما تستشعر خطر انهيار المواقع الطائفية والمذهبية فيما لم تحرك ساكنا امام الازمات الاجتماعية المتلاحقة وليست سوى منابر للزعيق  لحماية الزعماء والسياسيين.

 

 

 نحضر أنفسنا للأسوأ لأن هذا العهد هو الأسوأ ولأن هذه الاحزاب هي الأسوأ ولأن المنظومة السياسية التي تحكم البلاد هي الأسوأ في تاريخ البلاد والحال هذه لا يسعنا إلا أن نقول على لبنان السلام.