محمود صفوان يبيع الكعك على طريق عام عديسة لتحصيل رزقه ورزق أمه وأخوته ويؤكد ... لن أستسلم لخبث الكبار وهو بذلك يختصر مأساته ويعرف مدى الخبث والكذب الذي يعانيه اللبناني أمام هؤلاء الكبار كمواقع والصغار كضمائر والصغار كإنسانية وأخلاق.
 

كتب الشاب اللبناني الجنوبي محمود صوفان: 

أنا محمود محمد صوفان صاحب أطيب كعكة بآسيا

وصاحب هيدي الطاولة الصغيرة والعرباية على الطريق العام العديسة وصاحب الطلقة الأخيرة

المستقبل ضاع وضيعنا.

 

 

يختصر محمد صوفان معاناة كل اللبنانيين، كل الشباب اللبناني، في زمن الإنهيار والجوع والبطالة، أراد محمد صوفان أن يقول كلمته على طريقته: المستقبل ضاع وضيعنا، وأراد أن يعبّر عن انعدام الحيلة أمامه وأمام كل اللبنايين ليطلق كلمته "صاحب الطلقة الأخيرة"وهي تعبير شفاف وبريء عن انعدام السبل وانعدام القدرة على مواجهة تحدي الحياة والعيش بكرامة في وقت أصبحت هذه الكرامة كمصطلح كسلعة في بازار السياسية وبها يريدون مسح الوسخ السياسي وعار الدفاع المستميت عن الفساد والنهب والسرقة الامر الذي اوصل هذا الشاب وسواه من الشباب اللبنانيين إلى تسكع الارصفة للبحث عن لقمة العيش.

 

إقرأ أيضا : لبنان بين الصفقات الداخلية والمبادرات الخارجية

 

 

أراد محمد صفوان أم لم يرد فهو يوجه رسالة إلى من باعوا الوطن وإلى من باعوا أهلهم  وشعبهم وناسهم في سبيل الدفاع عن مجموعة من اللصوص ناهبي الدولة ومال الوطن تحت مسميات وشعارات لم تعد تعني أي مواطن بقدر ما يعنيه وضعه المعيشي والاقتصادي.

 

 

يلوثون أذاننا كل يوم بشعارات الشرف والكرامة وبشعارات الصبر ويستحضرون التاريخ من زمن النبي الاكرم (ص) إلى كربلاء فيحدثوننا  عن الصبر والتحمل والجهاد   ودائما ودائما عن الموت،  وآخر النكات المقززة أننا نحن المحاصرون من قوى الشر والإستكبار واميركا وإسرائيل والكون كله وعلينا أن نتحمل فيما نعرف ويعرفون ويعرف العالم كله أن وطننا منهوب  وأننا كلبنانيين أمام عصابات ومافيات امتهنت السرقة والنهب وما زالت حتى يومنا هذا وهي محمية بشعارات باسم المقاومة، وهي محمية بشعارات التضليل الإجتماعي وبشعارات الشرف والكرامة والصبر والبصيرة التي تستخدم زورا لمآرب التخدير  وللهروب من الامر الواقع الذي يعيشه اللبنانيون.

 

محمود صفوان يبيع الكعك على طريق عام عديسة لتحصيل رزقه ورزق أمه وأخوته ويؤكد ... لن أستسلم لخبث الكبار وهو بذلك يختصر مأساته ويعرف مدى الخبث والكذب الذي يعانيه اللبناني أمام هؤلاء الكبار كمواقع والصغار كضمائر والصغار كإنسانية وأخلاق.