وعليه فإن من يتعرض للحصار والتجويع والظلم هم الثوار الذي وقفوا كما محمد بن عبدالله في وجه الفساد ولصوص قريش حلفاء مدعي الايمان المحمدي الاصيل .
 

يعمد حزب الله دائما وكما جرت عليه عادته، عند كل مفصل يلامس حقوق الناس ويتناقض مع مشروعه السياسي، الى تشويه الحقائق وتزويرها من خلال اقحام التاريخ وإسقاطه رغبويا على أحداث حاضرة تكون بموقع النقيض تماما للحدث التاريخي ومتفرعاته.

 

 

فكما كان شعار " لن تسبى زينب مرتين " هو من أجل الدفاع عن طاغية الشام، وكانت حادثة حماية قصر الخليفة عثمان بن عفان هو لتبرير حماية الفاسدين من الساسة اللبنانيين والتحالف معهم وتقوية شوكتهم.

 

 

يطالعنا السيد جعفر فضل الله بالامس في تغريدة له واصفا ما تعرض ويتعرض له الشعب اللبناني من عمليات نهب منظم من قبل حكامه حتى بات معظمه تحت خط الفقر والمجاعة، بحصار قريش للنبي والمؤمنين معه في شعب أبي طالب ببدايات الدعوة !!

 


ملمحا بتغريدته العصماء، الى تشبيه " قريش " بالقوى العظمى " اميركا "، وبأن سبب الحصار انما هو موقف النبي ومن معه من عبادة الاصنام، موحيا بعد ذلك أن الموقف النبوي الذي يحب ان يتأسى به اللبنانيون هو الصبر وتحمل الحصار والجوع من أجل الاهداف السامية التي يحملها تماما كما صبر النبي ومن معه

 

 

 

 


متجاهلا السيد جعفر هنا عن قصد او عن غير قصد، ان لا وجه شبه البتة بين الحالتين، فلا اللبنانيون هم بخلافات عقائدية مع مجوعيهم، ولا سبب الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان واللبنانيين هي لأسباب هم اختاروها وخيرات هم ارتضوها !!


وانما السبب الذي يقف خلف مصائبهم وفقرهم يا سيد هو فساد ولصوصية الطبقة السياسية التي عاثت في البلاد والعباد نهبا وسرقة ومحاصصات ومحسوبيات هم أنفسهم يقرون بها، وأن حل الازمة لا يتطلب الا القليل من الاصلاحات ووقف السرقة ومحاسبة السارقين وإعادة الاموال المنهوبة كما أمرت بذلك كل الديانات السماوية وكما امر نبينا محمد.

 

فإذا ولا بد من عملية إسقاط بين حصار النبي والمؤمنون معه وما نحن عليه اليوم، فإن " قريش " ما هي إلا منظومة الفساد التي للاسف يتحالف معها الحزب ويحميها ويدافع عنها، وما " الاصنام " الا هذه الزعامات التي يسجد لها بعض الاتباع الجاهلة حتى تقربهم الى " الفساد " زلفى.

 

وعليه فإن من يتعرض للحصار والتجويع والظلم هم الشعب الثائر الذي وقف كما محمد بن عبدالله في وجه الفساد ولصوص قريش حلفاء مدعي الايمان المحمدي الاصيل .