الجهل يقود إلى الخوف ، الخوف يقود إلى الكراهية ، والكراهية ، تقود إلى العنف هذه المعادلة التي طرحها ابن رشد 1126_1198 .


 ويمكن  من مضمونها يمكننا  معرفة  الذهاب  لاصحاب الاديولوجيات  التي بات التطرف مسيطرا على خطابها وتصرفاتها في العالم بشكل عام ويمكن  على اثرها  كانت غزوة اوروبا  بالايام الاخيرة  بشكل خاص . 


لقد سيطر العنف على الأفكار للجماهير الإسلامية، حيث بات الخطاء واضح بين التطرف وممارسة ،  وبين النظرة الخاطئة التي باتت تعتمد في الغرب وفرنسا بالتعامل مع الإسلام وعدم القدرة على الفصل بين دين الإسلام والإسلام السياسي الذي يمارس القتل والذبح باسم الإسلام وهذا غير صحيح لأن الإسلام كدين بعيد عنهم .

 


فالإسلام لا يمكن أن يستخدم سلاح بيد التطرف والمتطرفين بل الإسلام دين السلام والتسامح والتعقل وحتى في كتاب الله هناك الآية الكريمة التي تشير إلى التعقل والتوكل ، لكن هناك طرف مستفيد من تسعير هذه الأزمة الجديدة القديمة التي يظهر فيها التطرف الذي يشوه الفكر الإسلامي ويترك بصماته البشعة على المسلمين أنهم إرهابيين والدين الإسلامي دين القتل والذبح. .

 


يقول المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري التطرف الديني ليس موجودا وإنما هناك استخدام الدين بالسياسة وهي ظاهرة ملازمة للتاريخ البشرية جميعا .فعندما ينتشر التطرف لان مكانه بالأغلب في الهوامش وليس بالدين ، فعندما يكون التطرف بات يهيمن على الصورة ككل ، يجب البحث عن الأسباب في السياسة والاقتصاد والديمغرافية والديمقراطية وليس بالدين .

 


أما المفكر الجزائري عبد الله العروي يقول: السياسة هي ميدان المصالح وليس ميدان العقائد ،فإذا لم نفهم ذلك فإننا مبتعدون  عن  الديمقراطية ، فالفكر الحديث مرتبط بالديمقراطية وهي نقاش وتفاهم فبدل أن يحصل النقاش والتفاهم تهيمن العقيدة التي  لا يمكن النقاش فيها أبدا مع أشخاص يحاولون إدخالها في ميدان السياسة .

 


 الكذب الإجرامي في الاعلام الذي يحاول مذيع الصدفة ترجمة الأقوال بطريقة غير صادقة ومحرفة بأن ماكرون، وفي خطاب السوربون، قال إنه يؤيد/يتبنى الرسوم الساخرة عن النبي محمد . كانت الترجمة مقصودة لشد عصب الناس فكلهم لايعروف اللغة الفرنسية ، فالمشكلة بان المذيع والإعلام يعرف جيدا بأنه يمارس الكذب ويلعب بأفئدة ملايين من الناس البسطاء. القول كان هو التالي: أنا مع الرسوم الساخرة (في المطلق)، ومع التعبير بكافة أشكاله . ، وهنا المشكلة بان ضحايا الإعلام باتت كثيرة من المؤمنين الذين يعرفون بأن من كذب علينا فهو ليس منا و وجب لفظه.

 


فالسؤال المهم من هو المستفيد الفعلي من إعادة نشر الصور والتذكير بها بعد مدة زمنية ليست فرنسا معنية بهم بل هذه المجلة استخدمتهم لرفع إنتاج ومبيعاتها اليومية بعد أن وصلت إلى الانهيار لقد استقدمتهم من الدنمارك صاحبة الإشكال الأساسي التي كانت تسعى إلى جر الإسلام للعمل بالمثل وبالتالي الإساءة إلى النبي عيسى المسيح أو مريم العذراء لكن الكتاب الكريم يمنع ذلك نتيجة الآيات القرآنية الكثيرة التي يذكر فيه النبي عيسى ومريم العذراء .

 


لقد أخطأ ماكرون بطرح هذا الخطاب الشعبوي الذي كان واضحا يسبب باثارثة نقمة المسلمين بسبب الإساءة للنبي الكريم محمد ، فالمشكلة التي كان عليه القول بأننا ننتظر الرد الاعتراضي من قبل الجهات المعنية .والعمل السريع على إحياء مفهوم أمني يسمح للدولة بالتفتيش عن كل الأماكن التي تعيش فيها الخلايا النائمة وإقفالها والنظر من قبل وزارة الأوقاف الفرنسية بطبيعة المساجد والأئمة والخطباء والمصلين والقادمين مما يحاصر ذلك  عمل الخلايا ويحجب عن أردوغان وجماعته كل الإمكانية التي يسمح بتجييرها لمصلحة تركيا التي تعاني الاختناق والحصار .


حاول ماكرون الخروج من الأزمة التي وقعت عليه وحاول وزير خارجيته تبرير الخطاب وتفسيره بالطريقة السليمة حيث عجز ماكرون عن تفسيره بطريقة سليمة وإيصاله إلى العالم وتفسير طبيعة الهجمة التي تعرضت لها فرنسا من الأحزاب المتطرفة التي تقتل الشعب الفرنسي البريء .


يمكن القول بأن الحملة الشعبية للمقاطعة التي بدأت في السعودية والإمارات في مقاطعة واضحة للاقتصاد التركي  قد ساهم بتضييق الخناق مما ساعد أردوغان إلى دعوته الصريحة للطلب من المسلمين للانقضاض على الاقتصاد الفرنسي ومقاطعتها بالوقت الذي وصل التبادل التجاري بين فرنسا وتركيا إلى 20 مليار دولار من خلال عقود أبرمت مؤخرا .

 


الملفات التركية :


حاول أردوغان من هذه الحملة التي فرضها على المسلمين للاستفادة من الهجمة على فرنسا التي تحاصره وتشل حركته في العديد من الملفات التي بات واضحا بأنه غرق بها من كراباخ في الحرب الأرمنية الأذربيجانية ، إلى سورية والمشاكسة الواضحة للروس ، إلى العراق ، إلى حربه مع الأكراد في العراق وسورية في الشمال ، إلى ليبيا ومحاولة ابتزاز العرب فيها ، إلى قضية الغاز في المتوسط وترسيم الحدود المفتعلة في البحر كي يصبح لاعبا أساسيا في الاستخراج والتوريد .


هذه الملفات جميعا تضايق اردوغان فكانت الطريقة الأسلم والأقوى فتحها بطرح معركته ضد الكفار في بلاد الغرب ، وهذه المعركة سوف تساعد اردوغان من إطلاق شعارات أمام الجمهور الإسلامي الغاضب بان يعتلي المنبر ويقود هذه المكونات المتوثرة ودفعها للاعتراض كانه هو السلطان المكلف بحماية الإرث الإسلامي .


نجح أردوغان في توثير الأجواء لكنه نسى ردة الفعل التي ستسببها الهجمة في البداية وفيما بعد لصرخته المبتذلة والمغلفة بحماية الإسلام .


على الصعيد الغربي تحرك أوروبي نحو احتضان ماكرون وعدم السماح للتطرف الإسلامي بالانتصار وتسجيل نقطة تستعجل المبارزة مع التطرف الغربي قد تؤدي إلى اندلاع حرب حضارات يكون شرارتها توتير السلطان العصملي .
فمنع انزلاق فرنسا في الدخول في مواجهة مع التطرف الإسلامي كي  لا تقع في شباك التطرف الفرنسي وبالتالي يساهم الشغب بوصول ماري لوبان للحكم والذي سينعكس عمليا على الاتحاد الأوروبي والقيم الأخلاقية والحضارية الفرنسية .

 


الموقف العربي :


أما الموقف العربي وتحديداً الخليجي الإماراتي السعودي الذي كان موقفا مميزا في عملية الإدانة والإساءة لرسول الله والذهاب نحو فوضى دينية لخدمة أجندات معينة وبنفس الوقت كان الخليج يرى بان الإرهاب المنظم التي تمارسه القوى المتطرف المندفعة بتوجهات الأخوان وتركيا وقطر تحت عنوان الدفاع الإسلام لكن هذه القوى بحد ذاتها تمارس الإساءة للإسلام والدين الحنيف لمصلحتها الخاصة .

 


وهنا لابد من الإشارة بان أفضل رد عربي وإسلامي على محاولة الهجمة المصطنعة الإخوانية الاردغانية على فرنسا جاء من وزير الدولة للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش الذي أشار في حديثه بان فرنسا محقة  في مكافحة التطرف والإطباق عليه ،فالإمارات تعلم جيدا بمدى خطورة الكمين الذي ينصبه أردوغان والإخوان ومحاولة التجييش الإسلامي حول التأكيد من قبل الوزير على مضمون الحديث الذي أعلنه ماكرون أمام الإعلام وترجمته جيدا دون تحريفه فهو لا يريد الدخول بصراع مع الإسلام ولا عزل المسلمين في الغرب بل محاربة التطرف بكل أشكاله حيث بات يهدد الأمن القومي وهو محق .

 


نعم لقد طرح ماكرون قضية الأزمة الحقيقية بين الشعب المسلم التي بات تشكل أزمة حقيقية لتوجهين توجه الاعتدال العربي الخليجي المصري والعديد من الدول الإسلامية التي تطرح الإصلاح في المؤسسات الدينية وكذلك إعادة النظر في تفسير النصوص المستخدمة من قبل المتطرفين .


فالتطرف الذي يمارسه الإرهاب من قبل الإخوان والعصابات المرتزقة الإسلامية بدافع من وتركيا وإيران وتستفيد منه دول يوجد فيه أقلية إسلامية مثل الصين والهند وروسيا مما بات يشكل فعليا خطرا على الدين الإسلامي الذي بات الفكر  العربي المتحرر يدعو للاصلاح وإعادة النظر في الأفكار المتطرفة التي سيطرت لعقود على المفاهيم الدينية بحجة الإسلام .

 


ولكن الأبرز بان صناعة التطرف وممولي التطرف بانهم سيستخدمون الديمغرافيا العربية لاستغلالها اقتصاديا وتشويهها أمام الرأي العالمي لأن العالم في الغرب يعرفون الإسلام بأنهم العرب .


وهذا يعني أن الاكتفاء بتشخيصٍ قوامه  ومأزومية الإسلام والمسلمين لا تفسّر الظواهر العنيفة اليوم، ولا يقدّم وجهة للتعامل معها، ولا يخرج عن تكرار مقولات كانت قبل عقود أكثر إقداماً وجذرية. 


لانه هو فوق ذلك،  لا يُقيم اعتباراً  لكون القسم الأكبر من المسلمين المختلفين في لغاتهم وثقافاتهم وميولهم السياسية وأذواقهم وطبقاتهم الاجتماعية ومنابتهم المديونية أو الريفية، لا علم لهم أصلاً بوجود نصوص تراثية أو معتقدات دينية مطلوب حذفها أو تشذيبها لاعتبارها مسؤولةً عن بعض السلوكيات الإرهابية.

 


بغض النظر عن موقف ماكرون الذي يفسر بطريقة معينة بأنه إساءة للنبي فإن الأزمة باتت واضحة بطريقة التعامل التطرفي مع القضايا حيث من الضروري إطلاق حملة عالمية للفصل بين الدين الإسلامي وممارسة الإرهاب وعدم استغلال هذه الأفعال بالسياسة الدولية والعمل على التفريق في المؤسسات الإعلامية والدبلوماسية بين الإسلام والأعمال الإرهابية ووصفها كما هي والعمل على نبذها بالتعاون مع الاعتدال الإسلامي الرسمي الذي أثبت للجميع بأنه  يمثل العالم الإسلامي وكيف يتصرف في أصعب الظروف ومع القضايا المصيرية .

 


على دول العالم إيقاف نشاط هذه الحركات التي تؤمن  مكانا دائما  لهم تحت شعارات إنسانية خوفا من الاضطهاد حيث باتت الجماعات الإسلامية منتشرة بكل العالم بواسطة الجوازات والتأمينات المالية الممنوحة لها من قبل هذه الدول .
وهنا لابد أن نرى لقد تم إبرام  اتفاقات بين الجماعات الإرهابية جميعها  لإسقاط ماكرون وإعطاء فرصة جديدة وتاريخية لآصال مرشحة اليمين الحالمة بالرئاسة و استلام زمام الأمور نتيجة ردة فعل غاضبة وهذا التصور يختلف بين كل طرف من الأطراف لكن المصلحة واحدة .

 


ماري لوبان هي صديقة روسيا الحميمة وتم دفع لها أموال طائلة للحصول في الانتخابات على 20 بالمئة من البرلمان،  فالجميع يحاول  وضع إسفين في داخل الاتحاد الأوروبي ويحاولون تكرار تجربة بريطانيا لكن خروج فرنسا بواسطة سيطرة اليمين المتطرف يعني إعطاء الفرصة الجديدة لليمن المتطرف في أوروبا بالصعود ودفن الاتحاد الأوروبي .

 


لذلك بات علينا دورا كبيرا نحن في داخل الاعتدال الإسلامي بان لا نعطي فرصة للتطرف بالانتصار وباستخدام معتقداتنا وأدخلنا في حرب دينية لمصلحة أجنداتهم الخاصة ، لذلك علينا العمل السريع على إصلاح مؤسساتنا الدينية وتحديثها من أجل انتصار الاعتدال الإسلامي كدين وليس كردات فعل إجرامية تخدم ولاية الفقيه والسلطان العصملي .