ظهر اليوم النائب آلان عون على قناة Lbc في برنامج "نهاركم سعيد" كعادته بمظهر الحريص على استقرار البلد وديمومته، آلان عون النائب في المجلس النيابي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، والناشط في التيار الوطني الحر، وكاد أن يحظى برئاسة التيار لولا مُحاباة خاله الجنرال عون لصهره الوزير السابق جبران باسيل، تحدّث النائب عون كأنّ لا مسؤولية البتّة لتياره "الإصلاحي عن الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم في البلاد، تحدّث وكأن لا مسؤولية للتيار الوطني الحر عن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عام ٢٠١١، ليخلو الجوّ لرئيس التيار الوطني الحر باستلام وزارة الطاقة وهدر مليارات الدولارات على الكهرباء "المقطوعة"، ومن ثمّ لاستلام الوزير السابق الصحناوي وزارة الاتصالات ونقل الكلفة التشغيلية في قطاع الخليوي من عاتق الشركتين الموكلتين إدارته إلى عاتق خزينة الدولة، وهدر مئات ملايين الدولارات حتى يومنا هذا، وكأن لا مسؤولية للتيار الوطني الحر في تعطيل الإنتخابات الرئاسية لحوالي ثلاثين شهراً من أجل فرض تنصيب الجنرال عون رئيساً للجمهورية( بعون الله تعالى وحزبه)، وكأن لا مسؤولية للتيار الوطني  الحر الذي سمح خلال الأربع سنواتٍ من عمر العهد القوي لحزب الله بالتّغلغل في كافة إدارات الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية والدبلوماسية ، هذا مع العلم أن تيار النائب عون ما زال حتى اليوم يُعرقل قيام حكومة إنقاذية منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، ومع ذلك فالنائب عون ما زال يتجلبب برداء الطُّهر والبراءة والحرص على المصلحة الوطنية العليا.

 

إقرأ أيضا : مُحامو لبنان..إستعراضات من التّعالي والإنتفاخ والغطرسة.

 


بما أنّ رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر وحُلفائه، ومعهم سائر أعضاء الطبقة السياسية الفاسدة هم أبرياء من حالة الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم في البلاد، يمكن للنائب عون أن يظهر على شاشات التلفزة بمظهر الهادئ والمُتّزن والداعي إلى تغليب المصلحة العامة، والمؤيّد لتأليف حكومة جديدة مع مراعاة خاطر رئيس الجمهورية ومطالبه(التي لا تختلف كثيراً عن مطالب الوزير جبران باسيل )، ومراعاة مصالح الحلفاء بالطبع، وكان الله في عون من تبقّى من اللبنانيين الصابرين الغافلين، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 


قال الشاعر قريط بن أنيف يدعو للعصبية لقومه ويُهلّل :

قومٌ إذا الشّرُّ أبدى ناجذيه لهم 

طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا 

لا يسألون أخاهم حين يندبهم 

في النائبات على ما قال برهانا.