يشغل "الدعاء" مكانةً هامة، وحيّزاً واسعاً في الحياة الروحية عند المسلمين، وخصّص كثيرٌ من عُلمائهم وفقهائهم دُعاءً خاصّاً لكُلّ مناسبة وحادثة، حتى تكاثرت الأدعية وتنوّعت، ومن أبرزها وأشهرها دعاء الجهاد، ودعاء السفر ودعاء الركوب( ركوب الدّابة قبل ركوب الآليات)، ودعاء عيادة المريض ودعاء المُضطرّ، ودعاء قضاء الحوائج ودعاء ليلة الجمعة، وهكذا دواليك.

 


يُشير الدعاء لُغةً إلى النداء والإبتهال، أمّا اصطلاحاً فهو ما دلّ على الطلب والخضوع لله تعالى، ووصفه بعضهم بأنّه استدعاء العناية من الله عزّ وجلّ واستمداد العون منه، وذلك للإفتقار إليه، والبراءة من الحَول والقوة، وهو صفة للعبودية وإظهار للذُّل، أمّا شرعاً فهو توجّه العبد إلى الله تعالى فيما يحتاجه في الدّين والدنيا.

 


كان لدُعاء الجهاد في سبيل الله أولوية في أدعية الجهاديّين الإسلامويين وأنصارهم وأتباعهم، يتلونه ليل نهار، ويُردّد في نهاية الاجتماعات والابتهالات، وسمعتُهُ شخصيّاً في نهاية اجتماعٍ لبعض العاملين في الحقل الإسلامي، وكان الإجتماع مُختلطاً( نعني بالإختلاط هنا سُنّي-شيعي)، وهذا الدعاء كان يُتلى طوال قرون، ومن أبرز ما يتضمنه ما يلي: اللهم يا مُنزل الكتاب ومُجري السحاب، ويا هازم الأحزاب، إهزم الكفار وخاصةً الفرنجة منهم، واقذف الرعب في قلوبهم، اللهم فرق عددهم وشتّت شملهم، اللهم خالف بين آرائهم، واجعل بأسهم بينهم، اللهم أذلَّ الدول الكافرة، المُحاربة للإسلام والمسلمين، اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتّاكة، والأمراض المستعصية، اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل، واجعل كيدهم في تضليل، اللهم خُذهم بالصّيحة، اللهم صُبّ عليهم العذاب صبّا، اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفاً من السماء، اللهم اجعل قُوّتهم عليهم دماراً، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيّوم. 

 

إقرأ أيضا : مُحامو لبنان..إستعراضات من التّعالي والإنتفاخ والغطرسة.

 

 


في محنة الكورونا التي هدّدت مصير العالم أجمع، لا غرو أن يكون بعض الجهاديين الإسلامويين الذين استشعروا حاجة المسلمين "للكُفّار"، النصارى منهم واليهود وأهل الإلحاد (ومعهم بعض المسلمين المندمجين في بلاد الكفر)، أن يُدخلوا تعديلاً جوهرياً في دعاء الجهاد،بحيث يتضمّن ما يلي: اللهم احفظ بعطفك وعنايتك هؤلاء القوم في بلاد الغرب، الذين ينكبّون ويسهرون ويجهدون للكشف عن دواءٍ ناجع، ولُقاحٍ شافٍ لوباء الكورونا، اللهم اجمع شملهم ووحّد جهودهم، وسدّد خُطاهم،  وشُدّ أزر علمائهم وأطبائهم في مختبراتهم المجيدة، اللهم اصرف عنهم الرياح العاتية والأعاصير والأمراض الخبيثة ( وخاصةً الكورونا اللعينة)، اللهم انصرهم على هذا الوباء وغيره من الأوبئة، اللهم ارفع عنهم العذاب ووفّقهم في مساعيهم لخلاص البشرية جمعاء، والله المستعان على ذلك وهو الذي يخلق ما لا تعلمون.