ذكر خمسة دبلوماسيين ومسؤولين لوكالة "رويترز" أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، استغل اجتماعه الأخير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الأسبوع ليوجه انتقادات شديدة لتركيا، قائلاً إن شراءها منظومة أسلحة روسية "هدية" لموسكو.

وقال الدبلوماسيون والمسؤولون، الذين اشترطوا عدم نشر أسمائهم، نظراً لسرية المباحثات إن بومبيو قال خلال الاجتماع الذي انعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الثلاثاء الماضي، إن تركيا تقوّض أمن حلف الأطلسي وتوجد حالة من عدم الاستقرار في شرق البحر المتوسط في نزاعها مع اليونان وقبرص على موارد الغاز.
وثمة خلافات قديمة بين الولايات المتحدة وتركيا، العضوين في حلف الأطلسي، بشأن تدخل أنقرة العسكري في سوريا وليبيا، لكن تصريحات بومبيو تسلط الضوء على عمق التوتر في "الناتو" الذي يقول خبراء عدة إنه يضعف هذا التحالف بشدة.

 

 

وأبلغ بومبيو نظيره التركي، مولود تشاويش أوغلو، أن تركيا أخطأت في إرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا، وهو ما خلصت إليه وزارة الدفاع الأميركية في تقرير في تموز الماضي، وأيضاً إلى الصراع في إقليم ناغورنو كاراباخ.
وقال الدبلوماسيون إن حديث بومبيو دفع حلفاء آخرين في الاجتماع، ومن بينهم فرنسا واليونان وحتى لوكسمبورغ الصغيرة، إلى توبيخ تركيا. وهذا الأمر حدا بتشاويش أوغلو إلى توجيه اتهامات مضادة تتسم بالتحدي.
ووُصفت لهجة الحديث في الاجتماع بأنها "محسوبة"، لكن "أكثر تصادمية" مما جرت عليه العادة في اجتماعات الحلف.
ونقل دبلوماسي عن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، القول إن وحدة الحلف "غير ممكنة إذا قلد حليف الأفعال الروسية"، في إشارة إلى تأجيج موسكو الحروب بالوكالة بإرسالها مرتزقة.

من جهته، قال مسؤول أميركي إنه دار "نقاش صريح خلف الأبواب المغلقة"، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
وأضاف المسؤول: "الولايات المتحدة حثت تركيا في مناسبات عدة على حل مسألة (منظومة الأسلحة الروسية) إس-400 والتوقف عن استخدام المقاتلين السوريين في الصراعات الخارجية ووقف الأعمال الاستفزازية في شرق البحر المتوسط".
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، اليوم الخميس، إنه لا يمكنه التعليق على ما دار في اجتماع الناتو لأنه "سري".
وأضاف في فعالية عامة: "أوضحت للتو الخلافات بين الدولتين (تركيا والولايات المتحدة) والقضايا العالقة.. اضطررنا لشراء منظومة أسلحة من روسيا، لأننا لم نستطع فعل ذلك من حلفائنا".
من جهتها، ذكرت مصادر تركية على معرفة بما دار في الاجتماع أن بومبيو وجّه "اتهامات ظالمة"، حسب تعبيرها، وأنه لم تكن هناك جبهة موحدة ضد تركيا. وقالت المصادر لـ"رويترز" إن تركيا أبدت استعداداً أيضاً لإجراء محادثات مع اليونان بخصوص شرق البحر المتوسط دون شروط مسبقة.