تتقاطع المعلومات حول زيارة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر. الزيارة التي تضطلع بأهمية بارزة بسبب توقيتها اللافت أثارت تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل نهائي للأزمة الخليجية المندلعة منذ العام 2017.


كوشنير غادر الدوحة أمس، وبحسب مصادر خليجية فإنّ الساعات القادمة ستكشف ما إذا كانت جولته التي تركزت على إيجاد حل للأزمة الخليجية سستؤتي ثمارها. وتأتي زيارة كوشنير إلى الخليج بعد أيام على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، وقبل ما يزيد عن شهر من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة، وبعد تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال.
من جهتها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً قالت فيه إنّ إدارة ترامب تريد من السعودية أن تفتح مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، في خطوة قد تحرم إيران من عشرات الملايين من الدولارات.

 

 

 

وأوضحت الصحيفة أن إيران تستفيد حاليا من رسوم تصل إلى 100 مليون دولار سنويا لقاء فتح مجالها الجوي للطائرات القطرية.

 

ونقلت عن مصدر دبلوماسي أن كوشنير ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض أثاروا خلال اجتماعهم يوم الأربعاء مع القادة القطريين مسألة تغيير مسار الرحلات الجوية التجارية القطرية من المجال الجوي الإيراني إلى السعودي. وهي خطوة من شأنها تضييق الخناق على طهران بعد سلسلة تغيرات متسارعة أبرزها التطبيع الخليجي مع إسرائيل.

 

وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الإمارات ستفتح مجالها الجوي بالمثل أمام قطر. بدوره، أشار أحد الدبلوماسيين إلى أن وفد كوشنر لم يتوقف في أبوظبي، ما أثار شكوكا من أن سلطات البلاد ليست مستعدة للمصالحة مع قطر؛ علماً أنّ كلاً من قطر والإمارات أدان اغتيال فخري زادة.


في السياق نفسه، نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية عن مصادر تأكيدها أن السعودية وقطر تقتربان من إبرام اتفاق مبدئي لإنهاء الخلاف بينهما، بمساع من إدارة ترامب.

وأضافت المصادر أنّ مساعي حل الخلاف بين الجانبين تشمل إعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية، وتشمل أيضا خطوات أخرى لإعادة بناء الثقة.

 

وكان كوشنر قد وصل إلى المنطقة في إطار مسعى أخير لحل الأزمة التي بدأت قبل نحو 3 سنوات، وذكرت مصادر مسؤولة في الإدارة الأميركية لوكالات الأنباء أن جولته ستتضمن لقاءات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.


ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) عن مسؤولين أميركيين أن التركيز الرئيسي للمحادثات سيدور حول حل الخلاف بشأن تحليق الطائرات القطرية في أجواء السعودية والإمارات.

 


وذكرت الصحيفة أن دول المقاطعة خففت سرا مطالبها الـ13، مشيرة إلى أن السعودية أبدت استعدادا أكبر لإيجاد أرضية مشتركة لحل الأزمة.

ويذكر أن دولة الكويت أدت دور الوسيط منذ بداية هذه الأزمة في محاولة لرأب الصدع الخليجي.

 

وقبل نحو أسبوعين أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن بلاده ترحب بالحوار القائم على احترام السيادة، معتبرا أنه ليس هناك رابح من الأزمة الخليجية.
كما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، في تصريحات متزامنة إن إدارة ترامب ترغب في حل الأزمة قبل مغادرتها المحتملة البيت الأبيض.

 

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في حزيران 2017 قطع علاقاتها مع قطر وفرض حصار عليها، ووضعت 13 شرطا للتراجع عن الحصار وقطع العلاقات، لكن الدوحة أكدت رفضها لكل ما يمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.