آن الأوان ليأخذ هذا الشعب الصابر المنكوب زمام المبادرة فيقتلع هذه الطبقة السياسية الفاسدة منن جذورها، ومحاسبتها ورميها في السجون.
 

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس التنفيذي لشركة " نوكيا"، والذي أعلن فيه عن بيع الشركة لصالح مجموعة "Microsoft" العملاقة، بكى الرئيس في نهاية كلمته قائلاً: لم نرتكب أخطاءً في إدارة أعمال الشركة، ولكن بطريقةٍ ما، خسرنا، وأغرق في البكاء مع أعضاء مجلس الإدارة.

 


مدير شركة يعترف بالخسارة، ويبكي ندماً وحسرة، وعندنا حُكّامٌ أفلسوا البلد، ورموه في دوامة المجهول بعد الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومع فشلهم المتواصل وتعطيلهم الحياة السياسية، والعجز الفاضح عن تأليف حكومة جديدة، نراهم ما زالوا في مناصبهم، يحتلون القصور الرئاسية في بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، يحيط بهم وزراء فاشلون، ونواب مأجورون، تحرسهم أعدادٌ غفيرة من القوى الأمنية والحرس الخاص، تعاونهم ميليشيات ظاهرة ومُستترة، مع المظلات القضائية اللازمة، يتقاضون رواتبهم ومُخصّصاتهم، ويُنفقون الميزانيات الضخمة على عائلاتهم وأقاربهم وأنصارهم ومُحازبيهم، مُطمئنون إلى أنّ صناديق الاقتراع لو فُتحت اليوم أو غداً أو بعد غدٍ أو بعد أشهر أو سنة، سيعودون إلى مقاعدهم مُعزّزين "بالشرعية" الشعبية، فلماذا يتنازلون عن مناصبهم وامتيازاتهم طوعاً، لماذا يعترفون بالفشل والخسران والخذلان أسوةً بمدير شركة تجارية، فيرعوون ويخجلون ويستقيلون طوعاً، قبل الخراب الشامل، والذهاب الجماعي إلى حيث دعانا إلى ذلك كبير القوم دون أن يرفّ له جفن، أو دمعة شبيهة بدمعة عين شركة نوكيا المُباعة.

اقرا ايضا : مجلس النواب اللبناني وحيوان الملوخ: رأس حقيقي وآخر مُزيّف


آن الأوان ليأخذ هذا الشعب الصابر المنكوب زمام المبادرة فيقتلع هذه الطبقة السياسية الفاسدة منن جذورها، ومحاسبتها ورميها في السجون.