نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا أعده مدير مكتبها في واشنطن ديفيد سميث تحت عنوان "ظل أوباما.. ما تأثير الرئيس السابق على بايدن؟"، ذكر فيه أن الرئيس المنتخب جو بايدن يدرس تعيين مسؤولين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لتولي مناصب رئيسية في عهده.

 

ومن بين أولئك المسؤولين مستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس، ووكيلة وزارة الدفاع السابقة ميشيل فلورنوي.


 
 

وذكر سميث في تقريره أن أوباما الذي توارى عن الأنظار 4 سنوات منذ تولي دونالد ترامب سدة الرئاسة، يعود الآن فجأة ليظهر في كل مكان، في التلفزيون والراديو والإنترنت وفي المكتبات.

 

وأشار إلى أن أوباما (59 عاما) الذي ما زال في أوج عطائه السياسي، قال في مذكراته إنه وزوجته ميشيل أوباما خططا بعد مغادرته الرئاسة للقيام بدور ثان أقل ازدحاما بالأحداث، ولكنهما يأملان ألا يكون أقل إرضاءً.

 

ويشمل ذلك إنجاز الجزء الثاني من مذكراته وإنشاء مركز رئاسي بقيمة 500 مليون دولار يحاكي المكتب البيضاوي في جاكسون بارك بمدينة شيكاغو.

 

بيد أن سلسلة المقابلات التي أجراها أوباما مؤخرا، والتي شخّص في بعضها التهديد الذي يمثله الانقسام والمعلومات المضللة على الديمقراطية، ذكّرت مؤيديه بمواهبه السياسية النادرة وأثارت احتمال عودته للساحة السياسية، وفقا للتقرير.

 

إكراهات الواقع

وفي مقابلة عن مذكراته "أرض الميعاد" (A Promised Land) التي صدرت هذا الأسبوع، سئل أوباما عن مدى النفوذ الذي قد يمارسه هو وحلفاؤه عندما يتولى نائبه السابق جو بايدن الرئاسة في كانون الثاني المقبل.

 

وعلق سميث بأن بايدن سيكون بإمكانه دائمًا الاتصال برئيسه السابق طلبا للمشورة، فقد صرح أوباما في معرض رده على سؤال في لقاء تلفزيوني مع قناة "سي بي إس" (CBS) الأميركية بالقول إن بايدن "لا يحتاج إلى نصيحتي وسأساعده بكل الطرق الممكنة، لكني لا أخطط الآن للعمل فجأة ضمن موظفي البيت الأبيض أو شيء من هذا القبيل".

 

ويرى المحلل السياسي ديفيد جارو، الذي ألّف كتابا عن صعود باراك أوباما، أن الرئيس السابق سيكون سعيدًا بالرد على أي سؤال أو طلب من قبل بايدن، لكنه يتساءل عما إذا كان بايدن -الذي أمضى 8 سنوات في منصب نائب الرئيس- سيتردد في الاعتماد على أوباما في أي شأن ذي بال "لأن الأمر سيكون بمثابة الاعتماد على أخيك الأكبر"، حسب تعبيره.

 

غير أن سميث يرى أن بايدن خلال تعاطيه مع ملفات من قبيل جائحة كورونا والركود الاقتصادي والاضطرابات العرقية، قد يجد في أوباما مصدرًا للنصح لا يقدر بثمن.

 

درع ثمين

وأورد التقرير رأي ديفيد ليت، الذي عمل بالبيت الأبيض كاتبا لخطابات باراك أوباما خلال فترة رئاسته والذي ذكر أن أوباما وبايدن تربطهما علاقة عمل قوية للغاية وكثير من الاحترام والثقة المتبادلة.

 

وقال إنه ليس لديه شك في استعداد أوباما لدعم أي رئيس ديمقراطي منتخب "لكننا سنرى استمرارية للموظفين أكثر مما قد يحدث في حالة أخرى، لأن العديد من الأشخاص الذين عملوا في إدارة أوباما عملوا فيما بعد في حملة بايدن، ومن المفترض أن ينضموا لإدارته".


 
 

لكن ليت يرى أن من الخطأ اعتبار رئاسة بايدن بمثابة ولاية ثالثة لباراك أوباما، ويقول "إذا تأملنا خطب بايدن وحملته وفريقه، نرى أنه كان واضحًا جدا في أن دور جو بايدن نائبا للرئيس أوباما كان جزءًا مهما من سيرته الذاتية، لكن بايدن أدار حملته الخاصة وستكون هذه رئاسة جو بايدن".

 

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن بعض المحللين السياسيين يرون أن أوباما قد يمثل درعا ثمينا لبايدن عندما يواجه ضغوط اليسار بشأن قضايا كإصلاح الشرطة وأزمة المناخ.