ولبنان امام سيناريوهات دولية اقليمية مفتوحة على كل الاحتمالات، وفي وضع داخلي صعب جدا، ولم يعد اللبنانيون، على وجه العموم، الى متى سيبقى لبنان واللبنانيين قادرين على التحمل، فكيف وبالمزيد، والبلد في وضع لا يحسد عليه، والى متى سيبقى لبنان متلقياً لكرات النار الدولية والاقليمية وبقاء حكومة المهمة عالقة بين شروط وشروط مضادة، والترقب سيد المواقف.
 

بينما يرزح لبنان تحت وطأة انهيار مالي واقتصادي حاد، وجائحة قاتلة، وانسداد سياسي مخيف ناجم عن العجز عن تشكيل حكومة، يقف خلفه واقع هيمنة حزب الله على الواقع السياسي، وسقوط آخر وساطة دولية أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب كارثة تفجير مرفأ بيروت. 

 


تحل الذكرى 77 لاستقلال لبنان وهو في وضع أسوأ مما هو فيه اليوم. ولقد كان مؤلماً أحدث إنجازات الحكم الحالي، بكيل الاتهام للاخرين خصوصاً بعد مشاركته في الحكم من العام 2005، وحجزه للوزارات الدسمة في كل حكومة شارك فيها قبل وبعد الرئاسة هو وتياره السياسي، كالاتصالات والعدل والطاقة والخارجية والاقتصاد وغيرها من الوزارات، حتى وصلت حصته في إحدى الحكومات السابقة إلى 10 حقائب، وهذا وحده يكفي لإظهار التناقض مع كل ما حملته كلمته من عناوين حاول عبرها التنصل من مسؤوليته وتياره السياسي عما بلغه واقع الدولة. في خضم مسلسل عقوبات مالية تفرضها الولايات المتحدة على عدد من الساسة والمسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين. 

 


ومع الفشل غير المعلن لمبادرة ماكرون، والغيوم السوداء الملبدة في اجواء واشنطن بين اليوم و20 يناير كانون الثاني المقبل، وزخم الضغوط الإقليمية الآتية من تل أبيب وطهران وأنقرة لا مؤشرات على انفراج حقيقي قريب.

 


 وحتى يزداد في الطنبور نغم ، اتى كلام قائد الحرس الثوري فماذا يعني هذا الكلام، انه ليس بحاجة الى تفسير ولا الى تأويل، إنه يعني أنّ إيران مستعدة أن تجابه الولايات المتحدة الأميركية في أنحاء العالم قاطبة. 

 


كلامه جاء بعد أقل من أسبوع على تسريب أخبار، مفادها أنّ الرئيس دونالد ترامب أجرى نقاشاً مع كبار مسؤولي إدارته لدرس إمكانية ضرب منشأة نووية إيرانية.

 


وهذا الكلام يذكرنا بما قاله مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، وقادة إيران إنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. ما يعني أيضاً أنّ إيران سوف ترد على أي هجوم تشنّه الولايات المتحدة على كل هذه الجبهات المذكورة. 

 

إقرأ أيضا : لبنان على موعد مع سلسلة عقوبات جديدة!!

 


باختصار، كلام سلامي يعني أنّ لبنان مرتبط بقرار تتخذه إيران، وأنّ مصير الدولة اللبنانية مرهون بما يقرره السيّد حسن نصرالله، بعد تصريحات حسين سلامي. 

 


لبنان اصبح تحت حكم الوصاية الإيرانية منذ العام 2000 عام التحرير، ذاك العام الذي كان يجب أن يكون نهاية السماح لحزب الله بحمل السلاح، وأنّ هذا السلاح كان يجب أن يكون بإمرة الجيش اللبناني وحده لكن ذريعة الحزب بأنّ هناك أجزاء من لبنان لا تزال محتلة: كتلال  كفرشوبا  ومزارع شبعا، أبقت هذا السلاح مسمار جحا يلجأ إليه الحزب في أي وقت يناسبه. 

 


سلاح حزب الله، -شئنا أم أبينا امرته بيد إيران، تستعمله مرة في سوريا ، ومرّة في الكويت، بالاضافة الى اليمن  وتدخلات مشبوهة وتهم مخدرات في أميركا الجنوبية وأفريقيا، إلى حادثة بلغاريا، وباختصار شديد، بات الحزب جزء لا يتجزء من التشكيلات العسكرية الايرانية.

 


حزب الله، ومنذ التحرير، لا يزال يرفض البحث في سلاحه، وهو يدّعي أنّ إيران لا تتدخل أبداً في لبنان وأنّ السلاح موجّه ضد إسرائيل، إذا قامت الأخيرة بالإعتداء على لبنان، متناسياً أنّ خطف الجنديين الإسرائيليين عام 2006، كان ذريعة لاسرائيل لتخريب لبنان وتدميره وقتل الأبرياء من شعبه.

 


في لبنان، نرى بوضوح ما أفضت إليه تدخلات إيران ، فالإقتصاد ينهار تماماً، والوضع المالي في أسوأ أحواله، والمصارف باتت في حكم المنتهية أو تكاد، والأحوال الاجتماعية في الدرك الأسفل.

 


اخيراً لن يكون لبنان بمعزل عن عواصف الخارج، الدولي والاقليمي، وهو الذي يمضي معانيا ازماته، خلافا لنصائح الدول الصديقة، بوجوب الاسراع في تشكيل حكومة الانقاذ، ولا احد يدري متى وكيف واين سينتهي هذا الدوران في الحلقات المفرغة، وتبصر الحكومة النور، حيث لا يزال الحراك الحكومي مجمداً، وقد اعتبرت مصادر مطلعة أن، كلام عون حول التأليف كافٍ للتعبير عن حجم التباعد والاختلاف في وجهات النظر بينه وبين الرئيس سعد الحريري الذي اتهمه بالاستقواء، والتستّر بالمبادرة الانقاذية والخروج عن المعايير الواحدة، ما يعني أن لا تشكيل حكومة في المدى المنظور رغم التسريبات الاخيرة المتتالية، التي تشير الى عبور ثلاثة ارباع الطريق الى التشكيل  وقد حسم امر كل ما يتصل بالتمثيل السني والشيعي والدرزي، كما والمردة وبقيت العقدة المستعصية على الحل، متمثلة بحصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ومن يسمون بالوزراء المسيحيين.

 

 


لم يحسم المعنيون الامر بعد، ولبنان امام سيناريوهات دولية اقليمية مفتوحة على كل الاحتمالات، وفي وضع داخلي صعب جدا، ولم يعد اللبنانيون، على وجه العموم، الى متى سيبقى لبنان واللبنانيين قادرين على التحمل، فكيف وبالمزيد، والبلد في وضع لا يحسد عليه، والى متى سيبقى لبنان متلقياً لكرات النار الدولية والاقليمية وبقاء حكومة المهمة عالقة بين شروط وشروط مضادة، والترقب سيد المواقف.