إن لم تستح فافعل ما شئت، هذه حال الطبقة السياسية المتحكمة بالقرار السياسي اليوم وهذا هو الواقع المؤلم الذي نعيشه كلبنانيين عندما نجد الحرص الفرنسي وغيره على وطننا ومشاكله أكثر بكثير مما نراه من أصحاب السلطة الذين لا همّ لهم سوى المزيد من المقاعد الوزارية ومغانم السلطة أو الوزارة.
 

بين ضرورات الإقفال الصحي وانتشار وباء كورونا يقف اللبنانيون أمام مآسٍ جديدة تضاف إلى تاريخهم المستجد والذي أصبح متخما بالآلام والصعوبات والتحديات وهم اليوم لا حول لهم ولا قوة مع استمرار هذه السلطة في لعبة القذارات السياسية وفي لعبة المحاصصة  والتنفيعات السياسية والطائفية في تشكيل حكومة فاشلة قبل أن تبدأ بالنظر إلى كل التجارب السابقة التي درج عليها الطاقم السياسي نفسه في تشكيل هذه الحكومات .

 

 


جاءت زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل  إلى لبنان لتكشف من جديد استخفاف  السياسيين بمصير البلد ووقوفهم أمام المصالح الخاصة فيما يحرص الفرنسي على البلد أكثر لا سيما في هذه المرحلة الصعبة التي يعانيها البلد.

 

إقرأ أيضا : فخامة الرئيس والأسئلة العارية!!

خرج المبعوث الفرنسي بانطباع اللامبالاة التي تتحكم بعقول هذه الطبقة السياسية وتتوقف كل الحلول على عتبة المصالح لهذا الحزب وذلك التيار فتأخذ الازمة أبعادا أكثر خطورة مما نحن فيه لتحاصر اللبنانيين من جديد بوباء أكثر من كورونا الذي يقفل البلد فيما البلد مقفل سياسيا وماليا واقتصاديا واجتماعيا بفعل الإصرار والتعنت من أصحاب الدولة  والفخامة والمعالي.

 

 

قد يكون إقفال البلد ضروريا من نواحٍ عديدة بالنظر إلى  مستجدات الوباء القاتل، ولكن أن تقفل أبواب التأليف لأسباب تافهة ومسرحيات مبتذلة ومطالب سخيفة تتعلق حصرا بتوزيع الحصص والمغانم  السياسية والطائفية هو لعمري أكثر فتكا بالبلد وأهله وناسه من وباء كورونا لأن ما وصل إليه البلد من الإنهيار والفلتان المالي والاقتصادي والاجتماعي لا يقل خطورة عن انتشار الوباء القاتل، الإجراءات نفسها التي تتخذها الدولة والأجهزة ضد الوباء باتت ضرورية أيضا ضد هذه الطبقة السياسية التي تمعن كل يوم أكثر فأكثر في أسباب الإنهيار ، وكل يوم يفقد اللبنانيون المزيد من مقومات الصمود .

 

إقرأ أيضا : سخافة التكليف وصراعات التأليف!!

 

 

إن لم تستح فافعل ما شئت، هذه حال الطبقة السياسية المتحكمة بالقرار السياسي اليوم وهذا هو الواقع المؤلم الذي نعيشه كلبنانيين عندما نجد الحرص الفرنسي وغيره على وطننا ومشاكله أكثر بكثير مما  نراه من أصحاب السلطة  الذين لا همّ لهم سوى المزيد من المقاعد الوزارية ومغانم السلطة أو الوزارة.

 

 

لم يعد بالإمكان السيطرة على الواقع السياسي إلا بتغيير الطبقة السياسية واقتلاعها من الجذور ولن يستقيم هذا البلد بهذه العقلية السلطوية المدمرة وسيبقى لبنان في عنق الزجاجة طالما بقيت هذه السلطة على حالها وطالما تغيب أي مبادرة شعبية حقيقية وجديرة بالامساك بزمام الأمور بعدما فشلت كل المحاولات السابقة لأسباب واعتبارات كثيرة، ولذلك وإن انتهى الاقفال الصحي بسبب كورونا فسوف يستمر الأقفال السياسي إلى أجل غير مسمى طالما لم نجد سبيلا للتغيير في المدى المنظور وجميعنا نراهن على اختراقات دولية او إقليمية ما زالت غير متوفرة حتى اليوم.