جاءت العقوبات على جبران باسيل الحليف المدلل عند الحزب لتفضح المعادلة القائمة على قاعدة (إحموا سلاحنا نحمي فسادكم)، وأخشى ما يخشاه الحزب الآن هو انفضاض حلفائه الفاسدين من حوله.
 

لم يخجل حزب الله من إصدار بيان إستنكر فيه العقوبات الاميركية على جبران باسيل وأعلن فيه عن تضامنه معه، كما كان فعلها من قبل حين عوقب وزير المال علي حسن خليل ووزير الاشغال يوسف فنيانوس، محاولا الإيحاء أن هذه العقوبات إنما هي بسبب مواقف هؤلاء السياسية وتحالفهم مع الحزب فقط، وغاضا الطرف عن سابق تصور وتصميم عما جاء في حيثيات قرار العقوبات من ارتكابات فساد وسرقة ونهب للمال العام.

 

 

لا شك ولا ريب أن العقوبات الاميركية لها طابعها السياسي وتهدف لخدمة التوجهات الاميركية في إحكام الخناق على حزب الله وهي بهذا المعنى تندرج في سياق الصراع الاميركي الايراني بالمنطقة، إلا أن هذا لا يعني مطلقا أن حيثيات العقوبات ليست حقيقية ومعروفة لدى الحزب كما هي لدى معظم اللبنانيين الذين اكتووا من فساد كل هذه الطبقة المافيوية.

 


 
إن محاولات حزب الله إسدال عباءة المقاومة للتستر على فساد هؤلاء وحمايتهم هو لعمري أكثر بشاعة ونذالة من الفساد نفسه، لأن أبشع الارتكابات الإجرامية هي تلك التي تحصل تحت مسميات مقدسة وشريفة وأن هذه المحاولات الرخيصة لا تساهم إلا بالإساءة للمقدس ولا تحجب الحقيقة الساطعة،تماما كما يفعل الدواعش والاسلاميون المتطرفون حين يخبّئون إجرامهم بإسم الدين فيرتكبون بذلك جريمة مزدوجة.

 

 

قد نجح حزب الله بحماية فساد حلفائه من غضب وعقاب الناس الذين ثاروا في 17 تشرين، فقمعوا الثورة وشوهوا سمعتها وتجنوا عليها كرمى لعيون الفاسدين، فاطمئن هؤلاء وسكن روعهم واستمروا في طغيانهم يعمهون لأن فوقهم عباءة ظنوا أنها تحميهم فعادوا إلى تقاسم الحصص كما يحصل الآن بتشكيل حكومة سعد الحريري العتيدة.

 

إقرأ أيضا : لماذا يخاف حزب الله من الكاميرا؟

 

 

جاءت العقوبات على جبران باسيل الحليف المدلل عند الحزب لتفضح المعادلة القائمة على قاعدة (إحموا سلاحنا نحمي فسادكم)، وأخشى ما يخشاه الحزب الآن هو انفضاض حلفائه الفاسدين من حوله بعد أن يتيقنوا بأن قوة الحزب وصواريخة وسلاحه لا تشكل عاصم لهم من العقوبات الاميركية ومترتباتها الكبيرة على مستقبلهم السياسي، 

 


هذا ما سوف يحتمّ عليه السعي الحثيث لتثبيت المعادلة القائمة والمحافظة على قواعد اللعبة الشريرة بحمايتهم، وعليه فليس في جعبة الحزب للدفاع عن "باسيلهم" إلا لعب ورقة مفاوضات الترسيم مع العدو الاسرائيلي، ظنا منه أنه بذلك يمكن أن يضغط على الاميركي للتراجع عن قرار العقوبات، مما يعني بأننا سوف نشهد في الايام القادمة تشددا لبنانيا قد يصل إلى تأجيل الجلسة الرابعة المرتقبة، ووصولا ادإلى رفض الوساطة الاميركية مما يعني احتمال تطير المفاوضات وفتح المجال على كل الاحتمالات بما فيها إشعال جبهة الجنوب كرمى لعيون الصهر.

 

 

ختاما نقول للحزب أن الإصرار على طلب النصر بالجور لن يجلب للبنان ولكم إلا المزيد من الويلات والدمار والهزيمة المحتمة، فاتقوا الله بالبلاد والعباد وارحموا عباءة المقاومة الطاهرة وابعدوها عن تدليسات المصالح الضيقة فيكفيها ما أصابها بفضل سياساتكم من تمزق وتخزيق حتى أضحت بالية .