ربما الساعات المتبقية للحظة الإعلان عن فوز ترمب أو بايدن هي كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة بالنسبة للعرب والإيرانيين ومعهم العالم أجمع الذي سيعيد بناء هرم سياسته وفق أبو الهول الأميركي وتبعاً لصورتي ترمب أو بايدن .
 

ليس وحدهم أبناء الولايات المتحدة الأميركية  من يعدون أنفاس الساعات الأخيرة لنتائج الإنتخابات بل العالم أجمع يقف على أرنبة أنفه منتظراً من سيبقى أو سيدخل البيت الأبيض وخاصة الدول الخليجية المائلة كل الميل للرئيس ترمب والجمهورية الإسلامية ومن معها من المنتظرين بعد فراغهم من دعاء الفرج لفوز المرشح الديمقراطي بايدن لعلّ وعسى يعيد تجربة أوباما فتنفرج أحوال إيران بعد أن لبدها ترمب بالسواد .

 

 

تكبر كرة الرهانات في الشارعين العربي والإيراني على المتنافسين كي تأتي النتائج وفق الرغبات المأمولة لكلا العدوين فتبقى سياسات أميركا على ما هي عليه من دعم لعرب النفط وعقوبات غير محمولة لإيران و أذرعتها وحلفائها أو تتبدل للأحسن بحيث تعيد أميركا حساباتها لصالح إحياء الإتفاق النووي وما يستلزم ذلك من إيقاف عملي للعقوبات وللضغوطات الخانقة لإيران والسماح لها بتحديد موقعها القوي في خارطة النفوذ في الشرق الأوسط .

 

 

ليس تبسيطاً إهتمام العالم بالإنتخابات الأميركية ولكن من السخرية الإنتظار على باب النتائج الأميركية لمعرفة مصير هذه الدولة أو تلك وهذا ما يؤكد وهن هذه الأنظمة التي تستمد قوتها من طبيعة النفوذ الأميركي أو من جرّاء سياسات الولايات المتحدة الخارجية وهذا ما يحتم علينا كشعوب مفتونة بهذه الأنظمة التراخي لحساب نخب مسلوبة الإرادة كونها تتحسّس مسؤولياتها بحسب الإحساس السياسي الأميركي.

 

إقرأ أيضا : محمد التركي و السفارة الفرنسية

 

لقد فضح ترمب مذاهب الأنظمة المتبعة في العالم وكشف عن ماهية الأنظمة التي تصادرنا وعن زيف الشعارات المرفوعة سواء لصالح الصحوات الجديدة أو لصالح الدعوات الميتة ذات القناعة الراسخة باستحالة الرهان على أي عمل عربي ثوروي ما دامت الصحوات مشغولة بالثروات وبحسابات وأبعاد السلطة أي أن مدى بندقيته لا يطال إلا حدود الوصول الى مكاسب السلطة .

 

 

تبدو تجربة رئاسة ترمب مقلقة للكثيرين وغير مرضية لأحد على الإطلاق باستثناء كما ذكرت مؤيدي الحزب الجمهوري والمتحمسين لتجربة ثانية للرئيس الأميركي  ودول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية التي استعادت توازناً مقبولاً مع إيران بعد أن فرمل ترمب إندفاعات الحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية  ووافق على اغتيال الشخصية الأولى في محور المقاومة السيد قاسم سليماني وهذا ما هزّ ليس شباك الأمن الإيراني بل عصف بالمحور نفسه وجاءت العقوبات الأميركية على إيران لتثلج صدور الخليجيين .

 

 

ربما الساعات المتبقية للحظة الإعلان عن فوز ترمب أو بايدن هي كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة بالنسبة للعرب والإيرانيين ومعهم العالم أجمع الذي سيعيد بناء هرم سياسته وفق أبو الهول الأميركي وتبعاً لصورتي ترمب أو بايدن .