ربما نحتاج إلى الكثير لتجاوز هذه الازمة الكثير من الأخصائيين والكثير من الخطط والبرامج لكننا نحتاج أكثر إلى تحمل المسؤولية ونحتاج اكثر إلى من هم أهل لتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه الوطن والشعب لكننا مع هذه الطبقة السياسية سننتظر وننتظر كثيرا.
 

عشرة أيام مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، وبغض النظر عن مسارات التكليف التي حملت الكثير من الاستهجان والاستغراب حول إعادة تكليف الحريري نفسه الذي أسقطه الشارع منذ عام خلال انتفاضة الشعب اللبناني ضد السلطة لفشله وفشل هذه السلطة في معالجة الأوضاع الراهنة التي آلت إليها البلاد، بل لتورطه وتورط هذه السلطة وأحزابها بالفساد ونهب الدولة ومقدراتها.

 

الفشل في معالجة الأزمات المتلاحقة لم يمنع هذه السلطة من تكرار فشلها تحديا واستفزازا للبنانيين فجاء تكليف الحريري ليؤكد مسار الاستهتار بالأزمات والاستمرار بالفشل دون اي اعتبار لحجم الازمة الخطيرة التي يعاني منها البلد واللبنانيون دون استثناء.

 

وكمشهد آخر من مشاهد الاستهتار واللامبالاة  وتحت وطأة الازمة والإنهيار نرى الصراعات المخزية والمشينة على توزيع الحصص الوزارية خلال مشاورات التأليف هذه لنتأكد نحن اللبنانيون من مدى الاستخفاف بحجم الازمة فيما لم يتحدث احد من المسؤولين أو السياسيين أو مسؤولي الأحزاب عن برنامج  أو خطة عمل لهذه الحكومة وجل ما في الأمر لدى هؤلاء وزير من هنا أو وزارة من هناك  وحقيبة من تحت الأرض لإرضاء الزعيم الفلاني والحزب الفلاني.

 

إقرأ أيضا : فخامة الرئيس والأسئلة العارية!!

 

 

الحريري فاشل في كل حكوماته السابقة وهو فاشل اليوم أيضا لأن الأساس لدى الحريري هو السلطة ولان الاساس لدى تركيبة السلطة هذه هو الإطباق على مؤسسات الدولة وفق معايير الطائفية والحزبية ووفق الاستئثار بالمغانم والحصص الوزارية فقط لا غير.

 

وعلى عين العهد والاحزاب التي تسمي الحريري لم يلجأ الحريري في أي من حكوماته السابقة ولا في هذه الحكومة إلى وضع الحلول أو الخطط أو البرامج لمعالجة الازمة فيبقى الحال على ما هو عليه من فشل إلى فشل مع استمرار اللعب على وتر  الاحداث الدولية والاقليمية.

 

ربما نحتاج إلى الكثير لتجاوز هذه الازمة الكثير من الأخصائيين والكثير من الخطط والبرامج لكننا نحتاج أكثر إلى تحمل المسؤولية ونحتاج اكثر إلى من هم أهل لتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه الوطن والشعب لكننا مع هذه الطبقة السياسية سننتظر وننتظر كثيرا.