أمام ما هو واضح تبدو الحكومة القادمة حكومة مستنسخة عملاً بتجربة الإستنساخ التي تتيح إحياء الصورة الميتة من جديد و هذا ما يحرص عليه الرئيس الحريري من خلال ميله كل الميل لفريق يعلن إختلافه معه و يضمر صحة التعامل معه مهما كان سقف الشروط عالياً و قد عجز كل من له علاقة بالتنجيم أو بضروب السحر عن معرفة أسباب سحر هوى الحريري بحلفاء النظام السوري .
 

عُرف عن الرئيس نبيه بري أنّه يدور الزوايا و هو يجيد ذلك في نظر خصوم فريقه السياسي و عُرف عن الرئيس سعد الحريري أنّه يُجيد لعبة التنازلات طوعاً أو كرهاً لذا هو في نظر أصدقائه في صولد دائم سواء هناك موسم رئاسي حكومي أو في عطلة عن أيّ إستحقاق دستوري و هو في نظر خصومه غب الطلب لذا لا يشعرون بالإطمئنان الحكومي إلا مع رئاسته فيصرون عليه رئيساً مهما اشتدّت الأحوال كونه يعطي بطريقة لا يعطيها أحد و بكرم لا حدود له بحيث أنّه أكثر كرماً من العربي الشهير حاتم الطائي ولكنه يعطي بالسياسة بحيث لا يبقي له شيئًا و يبيت جائعاً و عرياناً من كثرة ما أعطى الخصوم و الأعداء .

 


ضيق صدراً بحلفاء سعد الحريري فأعلنوا علناً أنهم ضدّ ترأس الحريري لرئاسة الحكومة و انشرح صدر خصومه عندما عرض الحريري نفسه رئيساً للتكليف بعد أن كان و لأيّام معدودات مصراً على عدم الترأس لحكومة مشروطة من قبل الثلاثي الحاكم و على غير شروط ورغبات المجتمع الدولي .

 


فنّش الثنائي الشيعي بشكل مباشر عملية تشكيل حكومة برئاسة مصطفى أديب و بشكل غير مباشر ساهم سعد الحريري بإزاحة أديب من عملية التشكيل ليلتقي بذلك الثنائي الشيعي و الحريري في آخر الطريق للمضي معاً في حكومة متفق عليها و متفاهم على أدوارها بطريقة باتت محفوظة بالنسبة للحريري الذي أجاد كما ذكرنا لعبة الطمأنة للخصوم لا للأصدقاء في الإبتعاد عن المكروهات و العمل بمستحبات الثنائي الشيعي .

 

إقرأ أيضا : الحريري والحاج خلاص

 


 يبدو الإنتظار الصغير على باب الحكومة الجديدة ولادة غير متعثرة و لكنها مخاض ضروري و طبيعي لإيهام اللبنانيين بصعوبة التوصل لحلّ إستغلالاً للحاجة اللبنانية بضرورة تشكيل حكومة مسؤولة أمام التدهورات الهائلة و لمطلب الغرب بضرورة وجود حكومة بدلاّ من السراب في ظل ساعة الرئيس الفرنسي التي قد يتوقف عقربها الصغير عند جرس التنبيه الأخير .

 


لقد حصّل الرئيس بري وزارة المالية و تسمية وزراء الشيعة و هذا ما توقف عنده التيّار الحر الذي لن يترك للحريري  فرصة العودة مجدداً الى تسمية الوزراء المسيحيين ولن يتخلى عن الوزارات الدسمة لتأكيد تمثيله القوي للمسيحيين في حين أن العهد لن يكون لقمة مستساغة في حكومة الحريري لذا سيفرض ما يراه محصناً لدور العهد و من الطبيعي أن لا يشهد العرض الحكومي تنازلات لآخرين قرروا المشاركة في الحكومة الحريرية الجديدة .

 


أمام ما هو واضح تبدو الحكومة القادمة حكومة مستنسخة عملاً بتجربة الإستنساخ التي تتيح إحياء الصورة الميتة من جديد و هذا ما يحرص عليه الرئيس الحريري من خلال ميله كل الميل لفريق يعلن إختلافه معه و يضمر صحة التعامل معه مهما كان سقف الشروط عالياً و قد عجز كل من له علاقة بالتنجيم أو بضروب السحر عن معرفة أسباب سحر هوى الحريري بحلفاء النظام السوري .