ضرب بعض حكماء العرب مثلاً فقال: إنّ فأساً ليس فيه عودٌ أُلقي بين الشجر، فقال الشجر لبعضٍ: ما اُلقي هذا هاهنا لخير، فقالت شجرةٌ عادية: إن لم يدخل في إست هذا منكُنّ عودٌ، فلا تخفنه.
 

ذهب بعض المتفائلين، والأصحّ بعض الساذجين( ونحن منهم ربما) غداة كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس، إلى أنّ الرئيس عون ربما يُقدم على تقديم استقالته، ورميها في وجه الجميع، أملاً في كسر حلقة الإحتقان السياسي القائم، وأملاً بوقف الإنهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، ،ذلك أنّ عهده الحالي بإدارة صهره الوزير جبران باسيل( مع آخرين طبعاً) أودى بالبلد إلى حافة الانهيار الشامل والضياع والفقر والمرض والجوع والحرمان والإذلال، والذي يُطبق على رقاب اللبنانيين الصابرين، إذ به يخرج علينا بخطابٍ مكرورٍ ممجوج، لا يشفي غليلاً، ولا يفُكُّ مغيصاً، وخلاصة كلامه وموقفه أنّه جاء إلى سدة الرئاسة الأولى، بهدف الإصلاح والتغيير، وبناء دولة مُتعافية ذات سيادة، ومكانة إقليمية ودولية، إلاّ أنّهم( أي الأشرار المجهولين)، وكما صار معروفاً ومُتداولاً، ( ما خلّونا).

 

إقرأ أيضا : العنف المُختزن في الإسلام والسُّنّة النبوية.

 

 

الوضع اللبناني الشاذ بائسٌ جدّاً، قبل كلمة الرئيس عون وبعدها، وبعد أن كان قد بشّرنا الرئيس عون قبل أيامٍ معدودات، بأنّنا ذاهبون إلى جهنم، وبعد كلمته بالأمس بتنا ذاهبون إلى جهنم وبئس المصير، كان حريّاً بالرئيس عون تقديم استقالته من منصبه- ولو أدبيّاً- كان حريّاً به أن يُعيد بعض الحيوية إلى المؤسسات الدستورية، بانتخاب رئيس جمهورية جديد، والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، وبناء سلطة تنفيذية مُنزّهة عن سياسات الفساد وهدر المال العام، هذه الموبقات التي أدمنت عليها هذه الطبقة السياسية الفاسدة منذ أكثر من ربع قرن،  واستفحلت في عهد الوزير جبران باسيل خلال أكثر من عشرسنوات متتالية، وبلغت ذروتها خلال العهد العوني القائم، والذي يُصرّ صاحبه على استكماله، هذا في حال بقي لبنان على قيد الحياة ولم يذهب " إلى حيثُ ألقت رحلها أمُّ قشعمِ".

 

 

ضرب بعض حكماء العرب مثلاً فقال: إنّ فأساً ليس فيه عودٌ أُلقي بين الشجر، فقال الشجر لبعضٍ: ما اُلقي هذا هاهنا لخير، فقالت شجرةٌ عادية: إن لم يدخل في إست هذا منكُنّ عودٌ، فلا تخفنه.