وصلت الأوضاع في البلاد إلى نقطة اللاعودة في حال استمر هذا العجز المتفاقم في إدارة مسلسل الأزمات التي تُطوق رقاب اللبنانيين فهل يصحو مَن بيده سلطة القرار قبل فوات الاوان .
 

لا يزال البحث عن مخرج لتمرير الاستشارات النيابية يوم الخميس، مستمراً.


 تتزايد الضغوط الدولية من الموقف الفرنسي الى الموقف الأميركي الذي تجلى بكلام وزير الخارجية مايك بومبيو، في اتصاله مع رئيس الجمهورية ميشال عون. وبحسب ما تؤكد المعلومات فإن الإصرار الدولي يدفع فب اتجاه تشكيل سريع للحكومة والتزام البرنامج الاصلاحي. وتكشف المعلومات ان الموقف الفرنسي يوم الجمعة الفائت كان مستاءاً جداً من تأجيل الاستشارات. فيما تستمر الإتصالات الفرنسية لتأمين التوافق حتى يوم الخميس المقبل وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة.


هناك من في السلطة، من يبدع في إضاعة الفرص للمساعدة، وعرقلة المساعي الحثيثة التي تبذلها فرنسا لتسريع خطوات ولادة الحكومة الإصلاحية، ويمارس أبشع أنواع المناورات، للمطالبة بهذه الوزارة أو تلك، أو وضع العصي في الدواليب بحجة الميثاقية تارة، والدفاع عن حقوق الطائفة مرات اخرى . 

 

حتى الان أهل السلطة يهدرون المزيد من الفرص، للإسراع في الخروج من النفق الحالي، ويقابلون لهفة الأشقاء والأصدقاء في مد يد العون، بمجموعة من الشعارات، التي أثبتت التجارب خلوها من أي مضمون حقيقي، وتفتقد الكثير من الجدية في التنفيذ وتحقيق الإصلاح المنشود . 

 


لم يعد ثمة مجال للمكابرة والإنكار لهول هذه الانهيارات التي يعيشها لبنان، والتي طالت كل مقومات الحياة السويّة والكريمة لهذا الشعب المقهور بزعمائه . 

 

ومن أبرز الامثلة على سبيل المثال تجميد التشكيلات القضائية كل هذه الفترة في القصر الجمهوري، وعدم توقيعها من رئيس الجمهورية، بعدما تم توقيع رئيس الحكومة ووزيرة العدل عليها، والأخيرة محسوبة من حصة فريق الرئيس في الحكومة المستقيلة، يُجسد بصورة فجّة، الهوة التي تفصل بين شعارات الإصلاح ومكافحة الفساد التي ترددها جماعة العهد ليل نهار، وبين الخطوات العملية لتنفيذ الخطوات الأساسية لإصلاح القضاء، الذي يُعتبر المنطلق الأول لأية عملية إصلاحية، جدية وحقيقية .

 

إقرأ أيضا : الانتفاضة في عامها الاول الانهيار يتعمق والسلطة مستمرة في سياسة الانكار

 

 

بالامس جاء اتصال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وإعلامه عن قرار بلاده مساعدة لبنان في إعادة إعمار الأحياء التي دمرها انفجار مرفأ بيروت، كان يمكن أن يُشكل دفعة قوية إلى الأمام، للدولة اللبنانية المتهاوية، وخاصة لمئات الآلاف من المنكوبين في هذه الكارثة الإنسانية، لو أن الحكم خرج من دائرة العجز والمراوحة المدمرة، واستطاع كسب الوقت في تأليف حكومة تكسب ثقة الداخل والخارج، وتضع البلد على سكة تنفيذ المساعدات الموعودة، في مؤتمر سيدر وغيره من المؤتمرات المخصصة لدعم هذا البلد . ورحب بومبيو خلال الاتصال ببدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية .

 


وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأميركية حول اتصال بومبيو بالرئيس عون، استذكر بومبيو الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات 17 تشرين الاول . وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تشكيل حكومة لبنانية تكون ملتزمة وقادرة على تطبيق الاصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري .

 

في هذا السياق اوضحت مصادر ديبلوماسية ان استثناء لقاء المسؤول الاميركي دايفيد شنكر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في زيارته الاخيرة للبنان يعتبر رسالة شديدة الوضوح من الادارة الاميركية من السياسة التي اتبعها الاخير من موقعه السابق كوزير للخارجية او كصهر لرئيس الجمهورية يؤثر بفاعلية مفرطة في رسم وتحديد افق السياسة الخارجية التي ينتظرها والتي تصب لمصلحة حزب الله وإيران في المنطقة والعالم على حساب مصالح الشعب اللبناني وضد المصالح الاميركية. وهذا لايمكن السكوت عنه او تجاوزه دون القيام بردات فعل ومواقف حازمة للتعبير الصريح عن رفض قاطع لمثل هذه السياسات المعتمدة،في حين ان مصلحة لبنان واللبنانيين تتطلب سياسات اكثر واقعية تلتزم بسياسة الناي بالنفس والابتعاد عن الانخراط في سياسات المحاور والتحالفات التي تسيء وتضر بمصلحة لبنان العليا .


وصلت الأوضاع في البلاد إلى نقطة اللاعودة في حال استمر هذا العجز المتفاقم في إدارة مسلسل الأزمات التي تُطوق رقاب اللبنانيين فهل يصحو مَن بيده سلطة القرار قبل فوات الاوان .