السابع عشر من تشرين أول أصبح ذكرى. ذكرى ثورة من أجل كرامة الانسان وكرامة الوطن.

مهما كانت الأخطاء ومهما كانت الصعوبات، فقد استطعنا، كعدد كبير من اللبنانيين، في ذلك النهار من عام 2019 أن نتخطى حواجز الخوف والطائفية، واجتمعنا معا بشكل عفوي وربما عجائبي، للمطالبة برفع الظلم ومحاسبة الفاسدين

وتأمين حقوق المواطن. على الأرض، وعلى وسائل التواصل المختلفة، كان ذلك اليوم عظيما، للمقيمين والمغتربين، ولهذا أصبح ذكرى!

بعد سنة لم يتحقق شيء على أرض الواقع مما أردنا. مع الأسف زاد الفساد وتوالت المصائب.

لكن الذي تحقق هو زراعة بذرة الثورة بعد محاولات سابقة عديدة. هذه البذرة ستعطي يوما ثمارها إذا اعتنينا بها، ولن تموت.

كل يعمل ما بوسعه: ثورة في الشارع، ثورة مؤتمرات، ثورة مطالبات،...

وكلنا أيضا بحاجة إلى ثورة صلاة!

لطالما صلينا كي ينصر الله بعضنا على الآخرين، مع الأسف. لطالما استعملنا الله وسيلة للقضاء على بعضنا البعض، مع الأسف... أخطأنا الطريق وأضعنا الصواب.

تعالوا نصلي اليوم معا، فالله خالقنا واحد، ويريد الخير لنا جميعا.

نصلي من أجل الانتصار معا على البغضاء والحقد. من أجل إزالة الظلم والفساد والإجرام.

نصلي كي ينتصر الحب في قلوبنا وتسكن العدلة وطننا ويعم السلام أرضنا.

نبدأ اليوم الساعة السادسة مساء بتوقيت روما، السابعة بتوقيت بيروت. أنا أقدم القداس، ذبيحة الشكر والخلاص بيسوع، صلاة من أجل إحلال العدالة والحق والكرامة في لبنان. تستمر صلاتنا طيلة الليل وطيلة نهار 17 تشرين أول

2020. 

أدعوكم جميعا، خلال هذا اليوم، كل واحد حيث هو، إلى أي دين انتمى، وأية مدنية يريد، إلى وقفة صلاة جماعية أو فردية، ولو لدقيقة واحدة. وقفة لذكر الله وللتذكّر أننا أخوة وخلق الله، تجمعنا الإنسانية، وتوحدنا كرامة الانسان.

ثورة الصلاة، هي اتحاد بالمحبة من أجل بناء لبنان.

وإن لم يكن لديك ما تقول، فقل:

أرنا يا رب رحمتك وهب لنا سلامك وعدلك. أبعد عنا كل شر، طهر أرضنا من كل مرض وفساد، واجعل كل واحد منا شعلة من نورك. شكرا يا رب!

 

الأب عبدو رعد