على صعيد الاستحقاق الحكومي واصَل الرئيس سعد الحريري، المرشّح الوحيد حتى الآن لرئاسة الحكومة، مشاوراته في مختلف الاتجاهات لاستكشاف المواقف من ترشيحه في خطوة استباقية لاستشارات التكليف التي سيجريها عون غداً، وفي هذا السياق سيّر الحريري وفداً من كتلة المستقبل في جولة على مختلف الكتل النيابية تنتهي غداً، لاستطلاع مواقفها من ترشيحه ومدى التزامها المبادرة الفرنسية، والتي قال انّ بنودها الاصلاحية ستكون البيان الوزاري للحكومة العتيدة.

 

وشملت لقاءات الوفد أمس رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ورئيس حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.


 
 

وقالت مصادر القوات اللبنانية لـ"الجمهورية" انّ "التوافق بين وفدي "المستقبل" و"القوات" كان حول العناوين الكبرى المتصلة بالمبادرة الفرنسية وضرورة الاصلاح وضرورة الانقاذ. وبالتالي، كان هنالك توافق تام حول المنطلقات الاساسية المتصلة بالمبادرة وبضرورة الانقاذ، لكنّ التباين كان حول طريقة التنفيذ بين "المستقبل" الذي يريد ان يعطي فرصة لحكومة يمكن ان تشكّل فرصة للانقاذ، وبين "القوات اللبنانية" التي ترى انه لا يمكن الانقاذ في ظل الاكثرية القائمة، وانّ هذه الفرصة أعطيت غير مرة وهناك استحالة تحقيق اي إصلاح مع هذا الفريق، بدليل أنه أطاحَ المبادرة الفرنسية في ظل سقوفه المرتفعة وإصراره على تسمية وزرائه، وبالتالي ما لم يتحقق مع الدفع الفرنسي لن يتحقق اليوم في ظل اصرار هذا الفريق على التسمية وبمجرد ما ان يسمي هذا الفريق، سيسمّي ذاك الفريق. وبالتالي، عود على بدء، اي انه لن يتحقق اي شيء، وبالتالي يستحيل مَنح اي فرصة لفريق الاكثرية القائمة، ويجب الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة بتغيير الاكثرية وخلاف ذلك "فالِج ما تعالج".

 

وأضافت المصادر: "النقطة الاخرى، قال الدكتور سمير جعجع في اللقاء وعلى هامش النقاش الاساسي، انّ الامور التي تجمع بين "القوات" و"المستقبل" هي اكثر بكثير من الامور التي تفرّق بينهما، ولا يجوز ان تطغى مواضيع خلافية على المواضيع المتفق حولها، ولذلك يجب ان تبقى اي مواضيع خلافية تحت سقف هذين الطرفين".