لبنان سياسيّاً سيكون على لائحة الانتظار ضمن المرحلة المقبلة بانتظار الانتخابات الامريكية من جهة وبلورة المبادرة الفرنسية من جهة اخرى. .أمّا اقتصادياً وأمنياً فإنّ الامور مفتوحة، لكن تحت سقف الحد الادنى من الاستقرار.
 

تصدّرَ ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل الواجهة السياسية على حساب الترسيم الحكومي الذي دخل على ما يبدو في غيبوبة طويلة، وقد غاب عن مجموعة اتصالات بين بعبدا وعين التينة تركّزت فقط على الاتفاق الاطار للمفاوضات الخاصة بالترسيم، والتي حددت جلستها الاولى في 14 من الجاري في الناقورة. 

 


مع الاشارة الى تاكيد الرئيس بري أن اتفاق الإطار في موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل خطوة ضرورية، غير إنها ليست كافية، ويجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت، حكومة قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط به من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار، فاتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقل. كما اعتبر الرئيس بري أن التحدي الأساسي هو الاتفاق على اسم لرئيس الحكومة، مجدداً التأكيد على تمسكه بالمبادرة الفرنسية بكل مندرجاتها. وقال إن باقي الأمور والخطوات من السهل التوافق عليها تحت سقف هذه المبادرة.

 


يتردد الحديث اليوم ان المشاورات السياسية في لبنان على خط تشكيل حكومة انطلاقاً من نسخة منقّحة للمبادرة الفرنسية التي سبق أن أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون ولم تجد طريقها للنجاح، بحيث بات مرجحاً أن يعود البحث إلى صيغة حكومة تكنوسياسية، وفق ما لفتت مصادر قريبة من الرئاسة اللبنانية، في وقت جدّد فيه الجميع تمسكه بالمبادرة الفرنسية، وقالت بعض المصادر من المتوقع أن يشكل لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس بري خلال سفرهما إلى الكويت لتقديم واجب العزاء بالأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، مناسبة للحديث عن الملف الحكومي الذي لا يزال يتطلب مزيداً من المشاورات، لافتة إلى أن هذا اللقاء قد يؤدي إلى تفعيل عملية التشكيل، بحيث يصبح من المرجح أن يحدد موعد الاستشارات النيابية في النصف الثاني من الأسبوع المقبل.

 

 

وتشير المصادر إلى أنه بعد تجربة أديب التي خضعت للتقييم من رئيس الجمهورية ومختلف الأفرقاء، والتي لم تجد طريقها إلى النجاح، يبدو أن التوجه بات لحكومة تكنوسياسية تجمع بين الاختصاصيين والسياسيين، وهي الصيغة التي طالما كان مقتنعاً بها ويدفع باتجاهها الرئيس عون. وتؤكد المصادرلا بد من أخذ العبر من تجربة أديب، وهو ما ترتكز عليه المباحثات بين الأفرقاء والرئيس عون الذي قيّم التجربة بواقعية وموضوعية وسيكون تصرفه الأسبوع المقبل انطلاقاً من هذا التقييم.

 

أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان،تحدث عن إعادة تحريك ملف الحكومة بعد فترة من الجمود، لافتاً إلى أن «حركة فرنسية وضعت الماكياج للمبادرة السابقة، ما خلق جواً جديداً يفترض أن يكون عملياً وواقعياً هذه المرة، ورأى في حديث تلفزيوني أن التجربة السابقة علّمت الكل، والأخطار المالية والاقتصادية والأمنية تدفع الجميع نحو مسار يطرح إمكانية الوصول إلى نتيجة.

 

إقرأ أيضا :  لبنان يتجه الى دولة فاشلة

 

 


وأكد كنعان أن تكتل لبنان القوي يريد من الحكومة أمرين: أن تتشكّل في أقرب فرصة وأن تنفذ الإصلاحات، وشدد على أن التفاهم مطلوب لحماية التأليف بعد التكليف، والمضمون يجب أن يكون قبل الشكل، وما حصل في فترات سابقة من تبدية الشكل على المضمون كان خطأ.

 

وفي الإطار نفسه، نقل عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الاتصالات الفرنسية لم تتوقف في أعقاب اعتذار أديب والمؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولفتت إلى أنه إضافة إلى الاتصالات التي واظب عليها الفريق الدبلوماسي والاستخباري المعاون لماكرون في الملف اللبناني مع عدد من الشخصيات اللبنانية بغية استمزاج الرأي في إمكان إحياء المشاورات الضرورية من أجل تكليف بديل من السفير أديب ضمن المهلة المعقولة من أجل استئناف مساعي التأليف في وقت قريب، كانت تحركات فرنسية غير معلن عنها، وبقي الاجتماع الأبرز ذاك الذي عقده السفير الفرنسي المنتهية ولايته برونو فوشيه مع مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي قبل مغادرته بيروت صباح الجمعة عائداً إلى بلاده إيذاناً بانتهاء مهامه الدبلوماسية في بيروت بعد ثلاث سنوات على وجوده فيها.

 


من المفترض ان تنطلق مع عودة الرؤساء المشاورات السياسية للتوافق على تسمية رئيس جديد مكلف، ويبدو ان اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي سيكون المنطلق الاساسي وربما الوحيد، إذا لم يحصل تطور غير متوقع خلال اليومين المقبلين بطرح افكار او مقترحات جدّية اخرى .

 

 

 في بحر هذا الاسبوع، من المفترض ان يجري البحث في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لم يسبق أن شهدت عملية تشكيل الحكومة في لبنان جمودا كالذي تشهده اليوم،هذا الجمود يُمعن في تحلل الدولة، المعطلة في كل قطاعاتها، والعاجزة عن مواجهة الأزمات التي ترخي بظلالها الكارثية على اللبنانيين إقتصاديا وماليا وإجتماعيا وإنسانيا وصحيا، وبعض الأحيان أمنيا، في وقت أسدل فيه الاسبوع الأول من المبادرة الفرنسية الممددة ستاره من دون أية إشارة إيجابية حول إستئناف العمل فيها، أو قبول أي من القوى السياسية بشروطها.

 

 

وفي انتظار هذا الموعد ما حَدا بالو بالحكومة، بحسب قول مصدر سياسي، كاشفاً ان لا استشارات في وقت قريب، وانّ الاسابيع الستة التي حددها الفرنسي ستكون فترة انتظار دخل فيها ملف الحكومة في سبات عميق، فلا احد يتحدث مع احد ولا احد أصلاً لديه تصور لا لمرشح لرئاسة الحكومة ولا لاتفاق على حكومة. لبنان سياسيّاً سيكون  على لائحة الانتظار ضمن المرحلة المقبلة بانتظار الانتخابات الامريكية من جهة وبلورة المبادرة الفرنسية من جهة اخرى. .أمّا اقتصادياً وأمنياً فإنّ الامور مفتوحة، لكن تحت سقف الحد الادنى من الاستقرار.