وباختصار، ولو جنحنا نحو السلام والتّفاؤل، وسارت خطوة الثنائي الشيعي لصالح لبنان الكبير واللبنانيين المنكوبين هذه الأيام الحالكة، لا نملك سوى الدعاء والإبتهال لله تعالى أن أن تكون خطوةً مباركة وفأل خيرٍ للبنان واللبنانيين، هذا في حال أُتبعت بخطواتٍ جدّية تتعلق بمسارات سياسة الثنائية الشيعية في لبنان، والتي تقضي بفكّ ارتباطات حزب الله باستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة العربية، كي يصُحّ عليها لقب الثنائية الوطنية بدل الثنائية الشيعية، عندها يمكن لنا أن نذهب بعيداً في تفاؤلنا بقيامةٍ جديدة للبنان الذي بدأ مئويته الثانية منذ شهرٍ مضى فقط، ونقول لهذه الثنائية الوطنية: أهلاً وسهلاً بكم في رحاب الوطن، وللجمهورية الإسلامية الإيرانية ربٌّ يحميها.
 

على بركة الله، وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها، بالأمس فتح الرئيس نبيه بري آلية المفاوضات اللبنانية-الإسرائيليّة حول ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وأعاد بذلك صلاحية التفاوض والتّوقيع إلى رئيس الجمهورية ورئاسة

الحكومة، وكان الرئيس بري قد قال غداة انفجار الرابع من شهر آب الماضي في مرفأ بيروت، ووقع العقوبات الأمريكية على مُعاونه السياسي السيد علي حسن خليل، بأنّ الرسالة  قد وصلت، ولم يلبث أن ترجمها بالإستجابة السريعة

للرّغبة الأميركية بالتّقدّم لحلّ الإشكالات التي تعتري ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، ممّا يسمح للّجانبين بالتّنقيب عن الغاز والنفط في الساحل اللبناني الفلسطيني، ويفتح مجالاً رحباً لتخفيف الإحتقان الأمني على الحدود الجنوبية

مع إسرائيل ، وإذ رأى عددٌ كبيرٌ من المُحلّلين السياسيين والمسؤولين والمُتابعين في خطوة الرئيس بري( باعتباره القطب الرئيسي في الثنائية الشيعية) بادرة أملٍ إيجابية وسط الركام السياسي والحكومي والإنهيار الشامل الذي خلّفته

مغامرة الثنائي الشيعي بنسف المبادرة الفرنسية، وإجهاض ولادة الحكومة العتيدة التي كُلّف بتأليفها السفير مصطفى أديب قبل اعتذاره،  في حين رأى بعض المتابعين "المتوجسين" دائماً من أهداف حزب الله، المُرتبط عضويّاً بمصالح

الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة العربية والخليج، في أنّ خطوة الرئيس بري لا تشفي غليلاً ولا تفكُّ مغيصاً، وأنّها خطوة ناقصة ومشبوهة ولن تعود سوى بالضّرر على مصلحة الشعب اللبناني الصابر المحتسب ، فضلاً عن

الإضرار الذي سيلحق بالقضية الفلسطينية، طالما أن القطب الثاني في الثنائية الشيعية( حزب الله) ما زال مُمسكاً بتلابيب السلطة السياسية الفاسدة في البلد، ويقف حاجزاً مانعاً لقيام أيّة خطوة باتجاه تأليف حكومة إنقاذية من خارج

الوسط السياسي الفاسد، كما يمنع كلّ محاولات التقدّم نحو إجراء انتخابات نيابية مبكرة لاستبدال الطبقة السياسية الحاكمة والقوى الداعمة لها، ممّا يمكن أن يُمهّد لانبثاق منظومة سياسية مُستقيمة وجادّة، يمكن لها أن تطرح المسائل

السيادية الحساسة والشائكة على طاولة الحوار والنقاش،  وفي مقدمتها نزع السلاح غير الشرعي، واستعادة قرار الحرب والسلم للدولة الشرعية، وتأمين سيادة البلد واستقلاله، ولو تدريجيّاً وبخطواتٍ سلمية وآمنة.

 

إقرأ أيضا : بعد خطاب السيد نصرالله..جهود ماكرون ذهبت هباءً منثورا

 

 

وباختصار، ولو جنحنا نحو السلام والتّفاؤل، وسارت خطوة الثنائي الشيعي لصالح لبنان الكبير واللبنانيين المنكوبين هذه الأيام الحالكة، لا نملك سوى الدعاء والإبتهال لله تعالى أن أن تكون خطوةً مباركة وفأل خيرٍ للبنان واللبنانيين،

هذا في حال أُتبعت بخطواتٍ جدّية تتعلق بمسارات سياسة الثنائية الشيعية في لبنان، والتي تقضي بفكّ ارتباطات حزب الله باستراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة العربية، كي يصُحّ عليها لقب الثنائية "الوطنية" بدل

الثنائية الشيعية، عندها يمكن لنا أن نذهب بعيداً في تفاؤلنا بقيامةٍ جديدة للبنان الذي بدأ مئويته الثانية منذ شهرٍ مضى فقط، ونقول لهذه الثنائية " الوطنية": أهلاً وسهلاً بكم في رحاب الوطن، وللجمهورية الإسلامية الإيرانية ربٌّ يحميها.