إن هذا القرار اليوم لا شك أنه صدر بالتشاور والتنسيق وربما يحظى بإجماع سياسي وبانتظار تبلور الآراء والردود والمواقف فإنه حتى الساعة هو موقف الثنائي الشيعي وهم أحد ابرز فصائل المقاومة اللبنانية التي قاومت العدو الاسرائيلي منذ عقود وقدمت التضحيات كسائر فصائل المقاومة اللبنانية وكسائر طبقات الشعب اللبناني لذلك فإن قرارهم هذا أعني قرار التفاوض هو مسؤولية وطنية كبيرة وهو شجاعة سياسية كبيرة ربما فرضتها المرحلة السياسية الحالية وربما فرضتها الوقائع الدولية ولكن الأهم أن المستفيد هو لبنان والشعب اللبناني الذي دفع الغالي والنفيس ثمنا للحروب التي خاضها ضد همجية هذا العدو ضد لبنان وأهله وشعبه وقد آن الأوان أن ننتصر ولو لمرة لمصلحة الوطن والجمهورية ولمصلحة هذا الشعب وتضحياته.
 

مع اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري مواقفة لبنان على البدء بمفاوضات لبنانية إسرائيلية حول الحدود البرية والبحرية المتنازع عليها، يدخل لبنان في مرحلة سياسية جديدة فيما خص الصراع مع العدو الاسرائيلي، في وقت كان لبنان وما زال حتى الأمس القريب رأس حربة الصراع في إطار ما يسمى بالصراع العربي الاسرائيلي.

 

 

لا نريد الخوض في التحليلات المجتزأة لما حصل،  كما لا نريد الخوض في الأسباب والتقديرات التي دعت إلى اتخاذ هذا القرار اليوم، كما لا نريد الذهاب إلى المزيد من الثرثرة السياسية إن من خلال المزايدات أو من خلال المماحكات التي نشاهدها على التواصل الاجتماعي،  لكننا نريد أن نؤكد على ما كنا ندعو إليه مرارا من أن مصلحة لبنان والشعب اللبناني يجب أن تكون في سلم الاولويات والاهتمامات السياسية، وأن المصلحة الوطنية  اللبنانية هي الخيار الوطني الوحيد الذي يجب أن يتبناه أي لبناني بل أي مسؤول أو سياسي لبناني، وعليه فإن أي قرار  من شأنه أن يعيد الاستقرار الأمني والسياسي إلى البلد يجب أن نشجعه ونؤيده ونؤكد عليه، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان.

 

إقرأ أيضا : الطريق الى جهنم

 

 

ولما كان القرار اللبناني الأخير حول البدء بالمفاوضات مع "اسرائيل" كأمر واقع ومع "العدو الاسرائيلي" كخيار استراتيجي، لما كان هذا القرار يصب في مصلحة لبنان والشعب اللبناني فإننا لا يمكن إلا أن نشجع هذه السلطة على الذهاب إلى هذا الخيار بعيدا عن المزايدات والثرثرات السياسية الانفعالية التي تلت المؤتمر الصحفي للرئيس بري. 

 

 

إن هذا الخيار ولو متأخرا يجب أن يكون خيار اللبنانيين جميعا بناء على ما نتطلع إليه من أن المصلحة الوطنية العليا هي الأساس في أي خيارات وبالتالي فإن الذهاب الى هذه المفاوضات يجب أن يحظى بتأييد واسع سياسي وشعبي ليتخطى لبنان مرحلة الحروب والمناكفات والنكد السياسي فيما يتصل بالعدو الاسرائيلي، وليذهب أصحاب المزايدات والثرثرات السياسية اليوم وهم قبل هذا القرار وبعده ضد ما فعلته المقاومة والثنائي الشيعي وضد ما لم يفعلوه أيضا وكل هذا التهويل اليوم يفضح أصحابه قبل أن يمس الثنائي الشيعي فيما خص قرار التفاوض.

 

 

إن الظروف السياسية والدولية واللبنانية اليوم تختلف الى حد كبير عن الظروف التي خرجت باتفاق 17 ايار وبالتالي فإن الربط بين ما حصل ويحصل اليوم وبين ما حصل في 17 أيار عام 1983 يجافي الوقائع والحقائق ويحتاج إلى قراءة سياسية متأنية بعيدا عن لغة الثرثرة والتهكم والمزايدات. 

 

إقرأ أيضا : ما لم يقله ماكرون: أنتم عصابة

 

 

إن هذا القرار اليوم لا شك أنه صدر بالتشاور والتنسيق وربما يحظى بإجماع سياسي وبانتظار تبلور الآراء والردود والمواقف فإنه حتى الساعة هو موقف الثنائي الشيعي وهم أحد ابرز فصائل المقاومة اللبنانية التي قاومت العدو الاسرائيلي منذ عقود وقدمت التضحيات كسائر فصائل المقاومة اللبنانية وكسائر طبقات الشعب اللبناني لذلك فإن قرارهم هذا أعني قرار التفاوض هو مسؤولية وطنية كبيرة وهو شجاعة سياسية كبيرة ربما فرضتها المرحلة السياسية الحالية وربما فرضتها الوقائع الدولية ولكن الأهم أن المستفيد هو لبنان والشعب اللبناني الذي دفع الغالي والنفيس ثمنا للحروب التي خاضها ضد همجية هذا العدو ضد لبنان وأهله وشعبه وقد آن الأوان أن ننتصر ولو لمرة  لمصلحة الوطن والجمهورية ولمصلحة هذا الشعب وتضحياته.

 

لبنان الجديد

كاظم عكر