سقط لبنان في فرنسا وهذا ما أنهى أخر دور لدولة تعتبر لها خصوصية لبنانية لذا بات لبنان في عزلة تامة فبعد العزلة العربية جاءت العزلة الأوروبية لتقف لجانب العزلة الأميركية وبهذا بات اللبنانيون طريحو الفراش إمّا كمرضى عاجزين أو كعاطلين عن العمل بعد أن تاهت بهم سُبُل النجاة .
 

فنّش اللبنانيون حكومة ماكرون وحوّلوا المبادرة الفرنسية الى لغو ولهو وتجاذب في ما بينهم لصالح حسابات شخصية تستحضر الطوائف لتغليفها الأمر الذي أنهى أملاً كاد أن يولد من نار المرفأ وأغلق مجالاً حيوياً لاستعادة الليرة لعافيتها بعد أن مرُضت ودخلت العناية الفائقة أو الموت السريري انتظاراً لرحمة الخارج.

 

 

كان الرئيس الفرنسي طيباً طيبة السياسيين الأوروبيين بحيث انه استلطف ظرفاء الأحزاب في لبنان ووثق بهم وظن أن كلامهم ميثاق شرف ولا ضرورة لتوثيقه ما دامت الثقة موجودة بعد أن حصّل منهم تجاوباً كبيراً للزود عن لبنان ومقاومة أزمته المفتوحة وعاد أدراجه الى قصر الإليزيه مطمئن البال على لبنان منتظراً أخبار ولادة حكومة مصطفى أديب بسرعة الطيارة التى أقلته الى فرنسا ليحصد بعد وعود خيبة كبيرة من السياسيين الذين إطمئن لهم ورحب بهم كحكّام مسؤولين عن العباد الذين أوصلوهم الى ما هم فيه من مناصب .

 

 

لم يستطع الرئيس الفرنسي امتصاص سوء السياسين له ولم يكن دبلوماسياً في الإعتراض عليهم بل سارع أكثر من مرة في مؤتمره الصحفي المخصوص بالسياسيين اللبنانيين الى ذمهم وقد سحب منهم الكرامة الوطنية وهم كعادتهم على غيّهم ويرون الشتائم مدحاً والبصاق عليهم مطر خير لذا لم تهزهم كلمات ماكرون التي وصفتهم بأوصاف لا تليق بسياسي وطني واعتبروها كما ذكرت نعوتاً جميلة تزين تاريخهم بزينة فرنسية يتباهون بها .

 

إقرأ أيضا : سعد بين الإصبعين الشيعيين

 
 

 

يبدو أن الرئيس الفرنسي قد تعلم درساً بالعربي وباللهجة اللبنانية وهذا ما سيفيده في تجربته السياسية كي لا يكون وديعاً وحملاً بل عليه أن يكون ثعلباً ينتهز فرص العتمة ليصطاد لحوم الناس وكاذباً يعد ألف مرة باليوم الواحد ولا يفي بشيء طالما أن هناك من يبرر له من علماء وسفهاء ويغطي كل أفعاله الشريرة اذ يحولها سحرة الطوائف الى أعمال خيّرة وبر وتقوى.

 

 

لم يعد باستطاعة ماكرون اللعب مع السياسيين لقد غلبوه بخداعهم ومكروا له فأوقعوه في شباكهم وكان صيداً سهلاً واصطادوه بسنّارة صغيرة ودون طعم وهو ما فتىء يمدح بتجمعهم حوله كتلاميذ جاؤوا بحجّة التعلّم كي ينفضوا غبار الجهل والفقر عن لبنانهم وهذا ما دفعه الى تسهيل مهمّة الإصلاح الإقتصادي فبادر الى الإتصال بالولايات المتحدة طالباً منها التريّث ريثما تنجح مبادرته الحكومية وكان يتكلّم مع الرئيس الأميركي بثقة عالية ووضع أصدقاءه في المجموعة الأوروبية بطبيعة المرحلة الجديدة في لبنان والقادمة مع حكومة أديب وأكمل اتصالاته بإيران واضعاً رئيسها بما أنجزه وكاد أن يدعو على عجل الى مؤتمر دولي لمساعدة لبنان من خلال الحكومة الجديدة ذات الإستقلالية العالية والغير المقيدة اليدين والرجلين .

 

 

سقط لبنان في فرنسا وهذا ما أنهى أخر دور لدولة تعتبر لها خصوصية لبنانية لذا بات لبنان في عزلة تامة فبعد العزلة العربية جاءت العزلة الأوروبية لتقف لجانب العزلة الأميركية وبهذا بات اللبنانيون طريحو الفراش إمّا كمرضى عاجزين أو كعاطلين عن العمل بعد أن تاهت بهم سُبُل النجاة .