كشف الرئيس الفرنسي عريّهم وخداعهم وخيانتهم أمس أو قبل الأمس لكن اللبنانيين يعرفون هذه الطبقة السياسية جيدا بكل مكوناتها بقديمها وجديدها فجميهم ميلشيات سياسية وهم مجرد خونة ومرتزقة ومافيات، خانوا لبنان ويخونونه مع كل طلعة شمس وها نحن ندفع ثمن خياناتهم منذ عشرات السنين.
 

 في كلمته بعد اعتذار مصطفى أديب لم يستثن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أيا من السياسيين اللبنانيين لأنه يعلم أن جميعهم مسؤولون عن تعطيل المبادرة الفرنسية والإلتفاف عليها، وقد ذكر الرئيس الفرنسي تفاصيل الخيانة التي تعرض لها فكانت كلماته أكثر من عتاب وسمى الأشياء بأسمائها توبيخا وتلميحا بأنه أمام عصابة بكل ما للكلمة معنى وبأنه أمام ميليشيا سياسية إسمها "السياسيون اللبنانيون".

 

 

حاول الرئيس الفرنسي إيجاد خرق في الأزمة اللبنانية وحاول فتح الأبواب المغلقة أمام الشعب اللبناني لكنه اصطدم بمافيات سياسية تتقن فنّ اللعب بمصير الشعب اللبناني حتى النهاية، وتتقن فنّ الغوغاء السياسية للدفاع عن كياناتها ومغانمها وهذه المافيات هي أولا وأخيرا وقبل لبنان وبعده مجرد أدوات في الصراعات الإقليمية القائمة لا سيما الصراع الايراني الأميركي الذي كان سببا رئيسيا في تعطيل المبادرة الفرنسية.

 

إقرأ أيضا : الطريق الى جهنم

 

 

بين فريقين لبنانيين الأميركي والإيراني حاول الرئيس الفرنسي أن يخطو خطوة بالإتجاه الصحيح فأعلن مبادرته بالاصلاحات السياسية والاقتصادية كفعل تضامني مع الشعب اللبناني لكن في لبنان سلطة ومعارضة وأحزاب لا تستطيع إلا أن تخون وطنها وشعبها وأمتها فذهب هذان الفريقان إلى التعطيل كلٌّ حسب أهدافه وتطلعاته، وبالطبع حسب الإملاءات الخارجية الإيرانية حينا والأميركية أحيانا كثيرة  فانقلب الجميع على المبادرة الفرنسية لإجهاضها في وقت يعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية في تاريخه، أزمة تستدعي الحد الادنى من روح المسؤولية الوطنية وروح الإنتماء الوطني ولكن انتماءات هؤلاء لخارج الحدود اللبنانية أقوى وأمضى.

 

 

مع اعتذار مصطفى أديب ذهب السياسيون اللبنانيون إلى تقاذف الاتهامات والمسؤوليات وهم في مسؤولية التعطيل والتضليل سواء فالجميع مسؤولون عن هذا التعطيل وتداعياته سواء من هم في السلطة أو من هم في المعارضة وما يسمى بالاحزاب والتيارات والنوادي .

 

 

إن مشكلة اللبنانيين هي في البدع السياسية التي يطلقها البعض بين الحين والآخر والتي كرسها بعض السياسيين من الطارئين على الحياة السياسية اللبنانية أو من قدامي المحاربين "أمراء الحرب"  فحكمت هذه البدع السياسية لبنان بعناوين وصيغ مختلفة لا تمت إلى الطائف ولا إلى الدستور بصلة.

 

إقرأ أيضا : الشيعية السياسية وخيارات الإنتحار

المكتسبات الطائفية، حقوق الطوائف، العائلة السياسية، نادي رؤساء الحكومات وغيرها من المصطلحات  التي لم تكن سوى للإلتفاف على الديمقراطية والدستور والطائف وهي بفعل وتصميم الطغمة السياسية المتحكمة بهذا البلد بكل مكوناتها وبكل أحزابها وزعمائها سواء كانت في السلطة أم في المعارضة .

 

 

كشف الرئيس الفرنسي عريّهم وخداعهم وخيانتهم  أمس أو قبل الأمس لكن اللبنانيين يعرفون هذه الطبقة السياسية جيدا بكل مكوناتها بقديمها وجديدها فجميهم  ميلشيات سياسية وهم مجرد خونة ومرتزقة ومافيات،  خانوا لبنان ويخونونه مع كل طلعة شمس  وها نحن ندفع ثمن خياناتهم منذ عشرات السنين.

 

 

ما لم يقله ماكرون لهؤلاء السياسيين علنا قاله وألمح إليه بين الكلمات انتم عصابة، أنتم عصابة لا يمكن أن تؤتمن على وطن مثل لبنان ولا على شعب مثل الشعب اللبناني .