في وقت اختلف فيه وزير الصحة حمد حسن والداخلية محمد فهمي على خلفية اتخاذ القرار بإغلاق البلاد إغلاقاً عاماً لأسبوعين مع تسجيل إصابات كورونا أرقاماً قياسيةً تخطت أمس حاجز الألف إصابة، اقترح الطبيب اللبناني جايد خليفة استراتيجية جديدة.  


وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حذّر خليفة من أنّ لبنان يدخل نفقاً مظلماً للغاية "كما كان متوقعاً"، مشيراً إلى أنّ عدد الوفيات اليومية سيرتفع خلال الأيام الـ21 المقبلة. وكتب خليفة: "إذا لم يحدث أي شيء جديد، فستكون الأسابيع المقبلة أسوأ".  

 
 
وفي هذا الإطار، تساءل خليفة عن الخطوات الواجب اتباعها، معتبراً أنّ قرار الإغلاق العام "مثالي في بعض النواحي فحسب"، وذلك نظراً إلى أنّ التقيد به يتفاوت بين شخص وآخر، لا سيما في ظل الأزمات التي تعصف بلبنان،

ناهيك عن أن قدرة السلطات على تنفيذه محدودة. وعليه، أكّد خليفة أنّ الحل البديل يقضي بتنفيذ استراتيجية المنطقة الخضراء. وشرح خليفة قائلاً إنّ الاستراتيجية المذكورة تقضي بتصنيف المناطق وفق الألوان التالية: خضراء

وصفراء وحمراء، استناداً إلى مدى انتشار كورونا في المجتمع. وتابع خليفة قائلاً إنّ الاستراتيجية المقترحة تعني فرض قيود انتقائية على المستوى المحلي، على أن تكون المناطق المصنفة خضراء خالية من أي تفشٍ مجتمعي

للفيروس، فتكون الحياة فيها شبه طبيعية، والقيود أخف.  

 

في ما يتعلق بالمناطق الصفراء، فهي التي تكون على حدود المناطق الحمراء، على أن تصنّف كل منطقة يُسجل فيها تفش مجتمعي للفيروس حمراء، وعليه تفرض فيها القيود الأشد، بحسب ما يشرح خليفة. ويوضح خليفة أنّ وضع

الكمامة وغسل اليدين والتعقيم إلى جانب الالتزام بأصول التباعد الاجتماعي تُعد قواعد أساسية في جميع المناطق.  

 

ولفت خليفة إلى أنّ هذه الاستراتيجية نجحت في كل من الصين ونيوزلندا وسويسرا والأرجنتين وإيرلندا، بل نجحت إلى حد تصفير الإصابات بالفيروس في بعض الأماكن. وتابع خليفة قائلاً إنّ الصين طبقت استراتيجية المنطقة

الخضراء، فقضت على الفيروس في غضون 5 أسابيع. وأضاف قائلاً بأنّ سويسرا كانت تحقق نجاحات بموجب هذه الاستراتيجية، إلاّ أنّها قررت تخفيف القيود قبل تصفير عدد الإصابات بالفيروس. وشرح خليفة قائلاً إنّ الاستراتيجية

تقضي بمنع التنقل بين المناطق، في حين يمكن للمقيمين في المناطق الخضراء زيارة بعضهم البعض بحريّة.  

 

إلى ذلك، دعا خليفة إلى تشديد المراقبة، فيتم على سبيل المثال المسارعة إلى إغلاق شارع أو بلدة أو مدرسة عندما تستدعي الحاجة. كما شدّد خليفة على ضرورة زيادة الفحوص في المناطق الصفراء والحمراء بشكل خاص، والتيقظ

في المناطق الخضراء في حال تفشى الفيروس. ودعا خليفة في هذا الإطار إلى تعزيز دور أفراد المجتمع المحلي، مثل عناصر الإطفاء، وإشراكهم في العملية.  

 

واليوم، أكد حسن بعد اجتماع اللجنة العلمية أنّه رفع توصية للجنة "كورونا" الحكومية بالإقفال التام لمدة أسبوعين بسبب ارتفاع أعداد المصابين. ودعا إلى "الجهوزية التامة مع حلول فصل الخريف الذي ينذر بموسم انفلونزا بالإضافة

إلى كورونا". واعتبر أنّ "التحدي هو في الشمال وبيروت والجنوب، وفي الشمال سنرفع الامكانات اللوجيستية وسيتم تحويل مستشفى المنية الى مستشفى يستقبل حالات كورونا فقط". 

 

وأمس، سجل لبنان حصيلة قياسية للإصابات اليومية بكوفيد-19 بلغت 1006 حالات، اضافة الى 11 وفاة، ما رفع الحصيلة الإجمالية للوباء على الأراضي اللبنانية إلى 29 ألفا و303 إصابات و297 وفاة، وفق وزارة الصحة. 

 

وازدادت الإصابات اليومية بكوفيد-19 بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب والذي أوقع 190 قتيلا وأكثر من 6500 مصاب، وقد نُقل قسم منهم إلى مستشفيات تخطّت قدراتها الاستيعابية.