المعارضة السياسية هذه الأيام في ذروة تشرذمها وتشتُّتها، وعجزها بطبيعة الحال، ذهبت جماعة ١٤ آذار إلى غير رجعة، استولى الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر( ورأس الحربة حزب الله) على مفاصل الأوضاع السياسية، بعد

وضع اليد على رئاسة الجمهورية، وإلحاق رئيس المجلس النيابي بالحزب، وترك رئاسة الحكومة بيد الرئيس سعد الحريري، المطواع والذليل( بعد حادثة احتجازه في الرياض) والفاسد مع مُعاونيه، قبل استحضار الرئيس " الدُمية" حسان

دياب خلال الستة أشهر الأخيرة، وقد استفاد هذا الثلاثي الرهيب( الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر ) من اغتيال معظم القيادات السياسية الوطنية، بدءاً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وليس انتهاءً بالوزير الشهيد محمد شطح، ومع

انهيار النظام السياسي بعد انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، وبالإستتباع النظام المصرفي والمالي، وانهيار الوضع الإقتصادي والعملة المحلّية، ظلّت القوات اللبنانية مُنفردة برفع الصوت لمكافحة الفساد، والمناشدة

بضرورة الإسراع بعمليات الإصلاح والتغيير المنشودة، وإنهاء الهيمنة الحزبية " المُسلّحة" على المؤسسات الدستورية والإدارات الحكومية والرسمية، تمهيداً لفتح الملفّات الشائكة كنزع السلاح غير الشرعي، واستعادة قرار الحرب والسلم

للسّلطة الشرعية، لذا فهي تتعرّض اليوم  لأقسى حملة ظالمة من قِبل مُناوئيها، خاصةً في الوسط المُمانع والمُؤيّد لبيئة حزب الله الحاضنة، إلاّ أنّ الحملة الأقسى والأشدّ ضراوةً هي تلك التي تتعرض لها القوات من جانب التيار الوطني

الحر،  وهي ليست مُبرّرة سياسياً ووطنيّاً وأخلاقيّاً، فمصير الوطن بكامله على المحكّ اليوم، وما الحسابات الانتخابية،  والتنافس على القاعدة الشعبية " المسيحيّة" إلاّ فاصلة صغيرة في احتدام الأزمة اللبنانية المتمادية والمستمرة اليوم، لهذا

يحُقّ للقوات اللبنانية أن تُعلي الصوت في وجه التيار الوطني الحر بما قاله الشاعر ذات يوم:

 

 

وظُلمُ ذوي القُربى أشدُّ غضاضةً

على المرء من وقع الحُسام المُهنّدِ.