المهم في كل ما تقدّم هو الإلتفات الى الوضع الذي وصل اليه الثنائي الشيعي من ضعف فبعد أن كان تعيّن الرؤساء و تشيكل الحكومات و التحديد المسبق لأحجام الكتل النيابية من اختصاص الثنائي بات الثنائي أسير حصته و هو يدافع عن حقه بوزارة دون أن يكون له الخيرة من تسمية وزير لها من ضمن المحازبين و هذا ما يؤكد على أن لبنان مستحيل على القوّة مهما كانت أو تمادت و هذا ما يستدعي أهل العقل الى التعقل في قراءة أدوار التقدّم و خطوات التراجع لتصحيح مسار سياسي يثقل الطائفة بأعباء و عواقب وخيمة .
 

يبدو أن منطق القوّة مجرد أضغاث أحلام اذ سرعان ما يكشف لك الواقع كذب ما تعيش من أوهام و يريك ما يدهشك ويفك عنك أعمال السحر السياسي فتتجلى لك خيبات الأمل واضحة وضوح الشمس في وسط السماء كما هي الحقيقة الناصعة في المبادرة الفرنسية حيث الرضوخ للأجنبي و التجاوب معه ودفن الشعارات المرفوعة منذ قرون في لحظة واحدة جرّاء العجز و عدم توفر إرادة علمية تمكّن فريقاً أو جهة أو تيّاراً من مواجهة أزمة مستعصية على أزلام الداخل ولا طاقة لأبطال المحاور الشرقية و الغربية على إيجاد مخرج لممر اقتصادي آمن لمواطنيين أمسوا تحت خط الفقر .

 


رضحوا للثورة واعترفوا بفساد السلطة وبعد نفي مطلق لحكومة غير سياسية رضخوا لحكومة غير سياسية ولا تضم وجهاً من وجوه الفساد ولما فشلوا في حكومة مكبلة بالقيود جاءت كارثة المرفأ لتشحذ مواقف متعاطفة دشنها الرئيس الفرنسي الذي رحب به كرئيس للبلاد واشتكى له المواطنون من سوء السياسة و السياسيين و كفرهم المطلق بالطبقة السياسية و دعوه الى عدم التعاطي مع أربابها و الالتفات مباشرة الى اللبنانيين لا الى الحكّام و الحكومة و هذا ما أكدّ الرؤية الفرنسية و العالمية المتعلقة بعدم ثقة المجتمع الدولي بالمسؤولين اللبنانيين و هذا ما حرّك الضمير الفرنسي الغائب عن لبنان نتيجة اهتزاز الثقة وتلبية للرغبة الأمريكية الحاجرة على لبنان كي يتعافى من فيروساته .

 


أطلق الرئيس الفرنسي ماكرون مبادرة أسرع الجميع اليها من قبل أن ينهي شروطها و التزاماتها لحاجتهم الملحة لدعوة خارجية تنقذهم مما هم فيه من أزمات متعددة الوجوه بالنسبة لكل فريق من الأفرقاء وكل بحسب إصابته السياسية و الطائفية و كل بحسب حاجته لمباردة تسعف أحوالهم السيئة .

 

إقرأ أيضا : باسيل صوت غير مسموع

 


كانت خطوة تسمية رئيس حكومة من خارج سلّة الطبقة السياسية سريعة جداً وانسحاب روّاد الأحزاب من المشاركة في الحكومة رضوخاً طوعياً لطبيعة الأزمة وتلبية للمطلب الفرنسي بحيث اعتكف الجميع في صومعة الصوم السياسي في حين تمسّك الرئيس نبيه بري بوزارة المالية و هذا ما فرمل من اندفاعات رئيس الحكومة المكلف و هذا ما دفع الى عودة جديدة للحركة الفرنسية و هذا ما فضح حجم التباين بين محور الحاكمين اذ اتضح أن العهد و تيّاره على خلاف جوهرى مع الثنائي الشيعي فالأول رافض لعدم مداورة الوزارات بين الطوائف في حين أن الثنائي متمسّك بعدم مداورة وزارة المالية بالخصوص وابقائها كحصة شيعية ثابتة التزاماً بالميثاقية .

 


توقفت المبادرة الفرنسية عند تمسّك الثنائي الشيعي بوزارة المالية وبدأت ساعات المهل تضغط على الثنائي الشيعي الغير آبه بالضغوطات ويكاد أن يفرط عقد التحالفات أمام الإمتحان الفرنسي و تكاد أن تسيطر على البلاد مرحلة فيروسية مبشّرة بما هو أخطر من التداعيات الجديدة لفيروس كورونا و هذا ما قد يحتاج الى وسيلة اتصال فرنسية بالإيراني المنتظر على سماعة التلفون كي تكون عقدة الوزارة الشيعية برداً و سلاماً على اللبنانيين .

 


المهم في كل ما تقدّم هو الإلتفات الى الوضع الذي وصل اليه الثنائي الشيعي من ضعف فبعد أن كان تعيّن الرؤساء و تشيكل الحكومات و التحديد المسبق لأحجام الكتل النيابية من اختصاص الثنائي بات الثنائي أسير حصته و هو يدافع عن حقه بوزارة دون أن يكون له الخيرة من تسمية وزير لها من ضمن المحازبين و هذا ما يؤكد على أن لبنان مستحيل على القوّة مهما كانت أو تمادت و هذا ما يستدعي أهل العقل الى التعقل في قراءة أدوار التقدّم و خطوات التراجع لتصحيح مسار سياسي يثقل الطائفة بأعباء و عواقب وخيمة .